بمنزلته (١) ، كما لا يصح إعرابه فاعلا ، ولا مفعولا به ، ولا مبتدأ ، ولا بدلا (٢) ولا غير ذلك ... ، وإنما يقتصر فى إعرابه على أنه «اسم مجرور بالحرف» ، وكفى (٣) ...
أنواع العامل (أى : المتعلّق به) ومواضع ذكره وحذفه :
ليس من اللازم أن يكون العامل (أى : المتعلّق به) فعلا ؛ فقد يكون شيئا آخر يشبهه ؛ كاسم الفعل فى مثل : نزال فى الباخرة ، بمعنى : انزل فى الباخرة ، وحيّهل على داعى المروءة ، بمعنى : أقبل على داعى المروءة ، وكالمصدر الصريح (٤) فى قولهم : السكوت عن السفيه جواب ، والإعراض عنه عقاب ..
ومثل : الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر دعامة من أقوى الدعائم لإصلاح المجتمع ، وكالمشتق الذى يعمل عمل الفعل ؛ نحو : أنا محبّ لعملى ، فرح به ، مرتاح لرفاقى فيه. وقول الشاعر :
يموت المداوى للنفوس ولا يرى |
|
لما فيه من داء النفوس مداويا |
وكذلك المشتق الذى لا يعمل (٥) ؛ كاسم الزمان ، واسم المكان ... نحو : انقضى مسعاك لتأييد الحق ، وعرفنا مدخلك إلى أعوانه.
وقد يكون العامل لفظا غير مشتق ، ولكنه فى حكم المؤول به (أى :
__________________
(١) إذا كان بمنزلة المفعول به حكما ومعنى ، فهل يجوز فى توابعه النصب؟
الإجابة الصحيحة : لا. (راجع «ب» من ص ١٢٢ ثم رقم ٣ من هامش ص ١٤٥ ثم ص ١٥٣).
(٢) يستثنى من هذا الحكم صورة خاصة يصح فيها عند فريق من النحاة إعراب الاسم المجرور بالحرف «بدلا» ؛ طبقا للبيان التفصيلى فى باب «البدل» ـ ج ٣ ص ٥٣٨ م ١٢٣.
(٣) «ملاحظة» : ما المراد الدقيق مما نقرؤه فى بعض المراجع اللغوية ، وغيرها ، أن فعلا معينا لازما ، ثم يردفونه تصريحا أو تمثيلا ؛ بأنه يتعدى بحرف جر معين؟ الجواب فى ص ١٥٣.
(٤) وهو يشمل المصدر الدال على المرة ، أو الهيئة ، كما يشمل المصدر الميمى ، والصناعى.
(٥) هذا هو الراجح ؛ لأن المشتق غير العامل لا يخلو من رائحة الفعل. راجع حاشيتى : الخضرى والصبان ، أول باب : «إعمال اسم الفاعل» عند قول ابن مالك :
............. |
|
إن كان عن مضيّه بمعزل |
حيث علق الجار والمجرور : «عن مضيه» بكلمة : «معزل» التى هى اسم مكان. (وستجىء الإشارة لهذا فى ج ٣ ص ٢٠٤).