وإن كان تمييز المفرد خاصّا بالعدد الصريح ، والعدد ثلاثة ، أو عشرة ، أو ما بينهما ... ، وجب جرّ التمييز ؛ بإعرابه مضافا إليه ، والمضاف هو العدد (أى : المميّز) ، والغالب فى هذا التمييز المجرور أن يكون جمع تكسير للقلة.
فإن كان العدد لفظا دالّا على المائة أو المئات ، أو الألف أو الألوف ـ وجب أن يكون التمييز مفردا مجرورا ، لأنه يعرب مضافا إليه ، والمضاف هو العدد (١).
وإن كان العدد غير ما سبق وجب نصب التمييز مباشرة ، وأن يكون مفردا ، وفيما يلى أمثلة لما سبق :
(قرأت فى العطلة ثلاثة كتب ، كل كتاب مائة صفحة ، وعدد السطور ألف سطر).
(قضينا فى الرحلة خمسة أيام ، قطعنا فيها مائة ميل مشيا ، وأنفق كل منا ألف قرش). (الأسبوع سبعة أيام بلياليها ، كل منها أربع وعشرون ساعة ،
__________________
ـ استعماله فى واحد من الثلاثة. و «المد» : يقدر فى بعض الأقاليم بنحو ١٢ / ٧ من القدح ، وفى بعض آخر بنحو : رطل وثلث رطل. «حنطة» : قمح. غذا : غذاء.
ثم قال إن الجر بالإضافة إنما يكون حين إضافة المميّز للتمييز مباشرة. أما إذا أضيف المميز لغير التمييز فيجب نصب التمييز :
والنّصب بعد ما أضيف وجبا |
|
إن كان مثل : «ملء الأرض ذهبا» |
وسيذكر بعد بيتين أنه يجوز جر التمييز بالحرف «من» بشرط ألا يكون التمييز للعدد ولا للنسبة. فيقول فى ص ٣٩٤ :
واجرر «بمن» إن شئت غير ذى العدد |
|
والفاعل المعنى ؛ كطب نفسا تفد |
«ذى العدد» أى : صاحب العدد ، يريد التمييز الذى للعدد الصريح ؛ فإنه لا يجوز جره بالحرف «من» أما العدد غير الصريح ؛ مثل : «كم» فيجوز جر تمييزه ـ بالتفصيل الوارد فى بابه ، ج ٤ ـ نحو : كم من كتاب عندك ، كما أن التمييز الذى كان أصله فاعلا ، لا يجوز جره بمن ، ومثل له بمثال هو : طب نفسا تفد ، أى : تستفد. وإنما كان أصل التمييز هنا فاعلا لأن أساس الكلام : لتطب نفسك ؛ ثم حول الكلام فصار الفاعل تمييزا. ومثله طاب الورع نفسا ؛ أصله : طابت نفس الورع ؛ ثم حول الكلام على الوجه السالف. (وقد وفينا الكلام على أصل التمييز ، وستجىء الإشارة للبيت السالف لمناسبة أخرى فى ص ٣٩٤).
(١) والإضافة على معنى : «ومن» طبقاً البيان الذي سلف في رقم ٢ من هامش الصفحة السابقة.