فيه ؛ نحو : عند الله تقدير العاملين مسرورين ، ونحو : (إليه مرجعكم (١) جميعا) أو أن يكون وصفا عاملا فيه (٢) ، نحو : هذا رافع الراية عالية فى الغد (٣) ... (٤)
* * *
مطابقة الحال ـ بنوعيها (٥) ـ لصاحبها :
(ا) الأصل أن تطابق الحال «الحقيقية» صاحبها ـ وجوبا ـ فى التذكير والتأنيث ، وفى الإفراد وفروعه. كالأمثلة السالفة. لكن يستثنى من هذا الأصل بعض حالات لها أحكام أخرى تتلخص فيما يلى :
__________________
(١) «مرجع» ، مصدر ميمى ، أى : رجوعكم.
(٢) كاسمى الفاعل والمفعول بالشروط الواجبة لإعمالهما ، ومنها أن يكونا بمعنى الحال أو الاستقبال ... و...
(٣) جاء فى «الخضرى» فى هذا الموضع خاصا بالأمور الثلاثة ما نصه :
(وإنما اشترط أحد الأمور الثلاثة لوجوب اتحاد عامل الحال وصاحبها عند الجمهور ؛ كالنعت والمنعوت ، وصاحبها إذا كان مضافا إليه هو معمول للمضاف. وهو ـ أى : المضاف ـ لا يعمل فى الحال إلا إذا أشبه الفعل ؛ بأن كان مصدرا ، أو صفة «أى : وصفا مشتقا» وحينئذ فالقاعدة موفاة. فإن كان المضاف جزءا أو كالجزء من المضاف إليه ، صار هو كأنه صاحب الحا ل ؛ لشدة اتصال الجزء بكله ؛ فيصح توجه عامله للحال. بخلاف غير ذلك. وذهب سيبويه إلى جواز اختلاف الحال وصاحبها فى العامل ؛ لأنه أشبه بالخبر من النعت ، وعامل الخبر غير عامل صاحبه ، وهو : المبتدأ على الصحيح. ومقتضى ذلك صحة مجيئه من المضاف إليه مطلقا ، فليحرر. ثم رأيت فى الصبان التصريح به) اه.
(٤) وفى مجىء الحال من المضاف إليه يقول ابن مالك :
ولا تجز حالا من المضاف له |
|
إلّا إذا اقتضى المضاف عمله ـ ١٠ |
أى : إلا إذا استوفى المضاف عمله فى الحال ، وهذا يدل على اشتراط أن يكون المضاف مما يعمل.
أو كان جزء ما له أضيفا |
|
أو مثل جزئه ؛ فلا تحيفا ـ ١١ |
يريد : أن الحال يجىء من المضاف إليه إذا كان المضاف جزءا مما أضيف إليه ، (أى : إذا كان المضاف جزءا من المضاف إليه) ، أو مثل الجزء كما شرحناه. أما قوله : «فلا تحيفا» ، فأصلها : تحيفن ، بنون التوكيد الخفيفة التى تنقلب ألفا عند الوقف. والجملة معناها : لا تظلم نفسك ، أو اللغة بمخالفة هذا. وهو حشو لم يذكر إلا لتكملة البيت.
(٥) انظر ص ٣٧٣ حيث الكلام : على الحال «الحقيقية» ، وعلى قسيمتها : «السببية».