(ح) يجوز الأمران فى غير الحالتين السالفتين ، مثل : واقفا أنشد الشاعر القصيدة. وأشباه هذا مما يكون فيه عامل الحال فعلا متصرفا ، أو مشتقّا يشبه الفعل المتصرف ، أو مصدرا نائبا عن فعله المحذوف وجوبا (كما سبقت الإشارة إليه) (١). والمراد بالذى يشبه الفعل ما يتضمن معنى الفعل وحروفه ، ويقبل علامات التأنيث ، والتثنية ، والجمع (٢). فمثال الحال المتقدمة على عاملها الفعل المتصرف ـ غير ما سبق ـ راغبا أقبلت على زيارتك. ومثال المتقدمة على اسم فاعل : مسرعة الطائرة مسافرة ، ومثال المتقدمة على صفة مشبهة : الإنسان ـ قانعا ـ غنىّ ، ومثال اسم المفعول : الحاكم ـ ظالما ـ محطّم ... ومثال المتقدمة على المصدر النائب عن فعله المحذوف وجوبا : متعلمة إكراما هندا (٣).
(د) إذا كان العامل هو أفعل التفضيل الذى يقتضى حالين (٤) إحداهما تدل على أن صاحبها فى طور من أطواره أفضل من نفسه أو غيره فى الحال الأخرى ـ فالأحسن أن تتقدم إحداهما على أفعل التفضيل ، وتتأخر الثانية ـ كما سبق ـ (٥) نحو : الحقل قطنا أنفع منه قمحا ـ الفدان عنبا أحسن منه قطنا ـ المتعلم تاجرا أقدر منه زارعا. المصباح الكهربىّ منفردا أقوى من عشرات الشموع مجتمعة (٦) ، ومثل قول علىّ ـ رضى الله عنه ـ لأنصاره ، وهم يعرضون عليه الخلافة
__________________
(١) فى رقم ٣ من هامش ص ٣٥٥.
(٢) خرج اسم الفعل ؛ فإنه قد يتضمن معنى الفعل وحروفه ولكنه غير مشتق ، ولا يقبل تلك العلامات ؛ كاسم الفعل : «نزال» بمعنى : انزل. وخرج أفعل التفضيل كذلك ، لأنه مشتق ، ولكن لا يقبل تلك العلامات فى حالات كثيرة (كما سبق فى رقم ١ من هامش ص ٣٥٥).
(٣) كما سبقت الإشارة فى رقم ٣ من هامش ص ٣٥٥.
(٤) ولا مانع أن تكون الحالان أو إحداهما جامدة ، غير مؤولة بالمشتق ؛ طبقا لما سبق فى «د» من ص ٣٤٨ عند سرد مواضع الحال الجامدة غير المؤولة بالمشتق.
(٥) فى «د» من ص ٣٤٨ وكما فى رقم ٢ من هامش ص ٣٥٥.
(٦) وإلى مواضع تقديم الحال على عاملها وعلى صاحبها يشير ابن مالك بإيجاز ومزج بين مواضعهما ؛ فيقول :
والحال إن ينصب بفعل صرّفا |
|
أو صفة أشبهت المصرّفا ـ ١٢ |
ـ