بسبب إضافتها للضمير ؛ وهى جامدة مؤولة بمشتق من معناها ، أى : منفردا ، أو متوحدا(١).
ومنها : رجع المسافر عوده على بدئه ، فكلمة : «عود» حال ، وهى معرفة ؛ لإضافتها للضمير ، ومؤولة بالمشتق ، على إرادة : رجع عائدا ، أو راجعا على بدئه. والمعنى : رجع عائدا فورا ، أى : فى الحال : أو : رجع على الطريق نفسه.
ومنها : ادخلوا الأول فالأول (٢) ، أى : مترتبين ، ومنها : جاء الوافدون الجمّاء الغفير (٣) ، أى : جميعا.
ومنها قولهم فى رجل أرسل إبله أو حمره الوحشية إلى الماء ، مزاحمة غيرها ومعاركة : أرسلها العراك ، أى : معاركة ، مقاتلة (٤).
* * *
__________________
(١) كلمة : «وحد» ملازمة للإضافة دائما. ويدور الجدل حول إعرابها وإضافتها ؛ أهى ملازمة للنصب دائما ، أم تتركه إلى غيره؟ أهى مضافة للضمير وجوبا ، أم يجوز إضافتها إلى غيره؟ بيان هذا كله مسجل فى «باب الإضافة» ح ٣ م ٩٤ ص ٦٦.
(٢) انظر ما يوضح هذا فى رقم ٢ من هامش ص ٣٤٦.
(٣) الجماء : مؤنث الأجمّ ، بمعنى : الكثير. و «الغفير» : الكثير الذى يغفر وجه الأرض ، أى : يغطيه بكثرته. والغفير ـ فى المثال ـ صفة للجماء ، مع أن «الغفير» هنا مذكرة ، والجماء مؤنثة فلم تطابق الصفة موصوفها الحقيقى. وقد تلمس النحاة لهذا تأويلات ؛ منها ؛ أن «فعيلا» هنا وإن كان بمعنى فاعل ، قد حمل على «فعيل» بمعنى «مفعول» حيث تحذف التاء منه غالبا عند ذكر الموصوف ـ وهذا وأشباهه ـ مردود. والسبب الذى لا يرد هو : أن العرب نطقوا بها هكذا من غير تعليل ...
(٤) يقول بعض النحاة إن الأحوال المذكورة ليست معارف ؛ لأن «وحد» و «عود» ألفاظ مبهمة لا تكتسب التعريف ، ولأن «أل» زائدة فى الأحوال الباقية المبدوءة بها ـ وهذا رأى فيه تكلف وضعف. يقول ابن مالك :
والحال إن عرّف لفظا فاعتقد |
|
تنكيره معنى ، كوحدك اجتهد ـ ٥ |
ومصدر منكّر حالا يقع |
|
بكثرة ؛ كبغتة زيد طلع ـ ٦ |
وقد سبق هذا البيت فى هامش ص ٣٤٧ لمناسبة أخرى.