فالعصاة شبه نكرة لوجود «أل» (١) الجنسية. و «إلا» بمعنى «غير» صفة. ولو كان حرفا لفسد المعنى ؛ إذ يكون : يخشى عقاب الله العصاة ، والصالحون لا يخشونه.
أما شبه الجمع الشبيه بالنكرة فكالمفرد المعرف «بأل الجنسية» نحو : الرجل إلا المريض يحتمل الأثقال.
وإذا كانت «إلا» الاسمية نعتا فكيف نعربها؟ أتكون هى ـ وحدها ـ النعت : مباشرة ؛ مرفوعا ، أو منصوبا ، أو مجرور بحركات مقدرة على آخره. على حسب المنعوت ، وبعدها ما أضيفت إليه مجرورا؟ أم تكون هى النعت ـ أيضا ـ ، مرفوعة ، أو منصوبة ، أو مجرورة ، على حسب المنعوت ، ولكن صورتها كصورة الحرف ، فالحركات لا تقدّر عليها ، وإنما تنتقل إلى المضاف إليه الذى بعدها مباشرة ؛ فتكون «إلا» نعتا مضافا ، واللفظ بعدها هو المضاف إليه ، وهو مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها الحركة المنقولة إليه من «إلا»؟
رأيان ، وكلاهما معيب ، معترض عليه. وأولهما أقرب إلى القبول ، ومن الخير ألا نلجأ فى أساليبنا إلى استعمال «إلا» الاسمية ما استطعنا لذلك
__________________
(١) سبقت أحكامها مفصلة ـ ولا سيما من ناحية أثرها فى التعريف والتنكير ـ فى ج ١ ص ٣٠٨ م ٣.