جديدا ؛ هو : المفرغ (١) ، وصار له حكم جديد خاص ، تبعا لذلك ...
ويمكن تلخيص كل ما تقدم من أحكام المستثنى ب «إلا» الواحدة (٢) فيما يأتى :
(ا) النصب صحيح فى جميع أحوال المستثنى «بإلا» التى لم تتكرر ، ما عدا حالة : «التفريغ» ؛ فإنه يعرب فيها على حسب حاجة الجملة ، وتعرب «إلا» ملغاة.
(ب) يزاد على النصب البدلية حين يكون الكلام «تامّا» غير موجب ، بشرط ألا يتقدم المستثنى على المستثنى منه مباشرة ؛ فإن تقدم وهو منصوب بقى على حاله منصوبا على الاستثناء ، وإن تقدم وهو «بدل» تغير الأمر ؛ فزال اسمه
__________________
(١) يجوز التفريغ لجميع المعمولات ، إلا المفعول معه ، والمصدر المؤكد لعامله ، وكذا الحال المؤكد لعامله ؛ فلا يقال : ما سرت إلا والأشجار ـ ما زرعت إلا زرعا ـ لا تعمل إلا عاملا ـ وسبب المنع وقوع التناقض بذكر المعنى مثبتا أو منفيا قبل : «إلا» ثم مخالفته بعد : «إلا». وأما قوله تعالى : (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا) فالقرائن تدل على أن المراد : إن نظن إلا ظنا عظيما ، فهو مصدر مبين للنوع. ويجوز أن يقع «التفريغ» فى غير ما سبق منعه ؛ فمن التفريغ للمبتدأ قوله تعالى : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) ومن التفريغ للفاعل قول الشاعر:
ما المجد زخرف أقوال تطالعه |
|
لا يدرك المجد إلا كلّ فعال |
وللظرف قول الشاعر :
لم يضحك الورد إلا حين أعجبه |
|
حسن الرياض ، وصوت الطائر الغرد |
وللجار مع مجروره قول الشاعر يمدح الخليفة باحتمال التعب لراحة الرعية :
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها |
|
تنال إلا على جسر من التعب |
وقول الآخر :
ما القرب إلا لمن صحّت مودته |
|
ولم يخنك ، وليس القرب للنسب |
ثم انظر «ا» الآتية فى «الزيادة والتفصيل» ـ ص ٣٠٢ ـ حيث النوع من التفريغ المشتمل على جملة فعلية قسمية ... ويشيع فى الأساليب الأدبية المسموعة ، وهو نوع يخالف ما سبق.
(٢) أى : التى لم تتكرر.