للظرف ، فمثال الفعلية : بينما أنصفتنى بالودّ ظلمتنى بالمنّ ، وقول الشاعر :
__________________
ـ (أصل : «بين» مصدر بان ، إذا تفرق ، ثم استعملت استعمال الظروف ؛ زمانية ومكانية. ولا تضاف إلا لمتعدد ؛ فأصل قولك : جلست بين زيد وعمرو ، وأتيت بين الظهر والعصر ، جلست مكان تفرق زيد وعمرو ، أى : المكان الواقع بينهما ، وأتيت زمن تفرق الظهر والعصر ، أى : الزمن الذى يفصل بينهما ، فحذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه. ثم لما أرادوا أن يضيفوها إلى الجملة مع كونها لازمة للإضافة للمفرد ـ أى : لغير الجملة ـ وكانت الإضافة إلى الجملة كلا إضافة ؛ لعدم تأثيرها فى لفظ المضاف إليه ـ وصلوها ـ بأحد الأمرين ؛ «ما» التى شأنها الكف ؛ فكأنها كفتها عن الإضافة ، أو الألف مشبعة عن الفتحة ؛ لأنها أيضا تفيد قطع ما قبلها فى الوقف ، مبدلة عن تنوين إثر فتح ؛ كالظنونا ـ فى قوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ـ.) ثم هى بعد ظرف زمان فقط ؛ لأنه ليس لنا مكان يضاف للجملة غير «حيث». وإن تأملت ما سبق أغناك عن إضمار «أزمان» بعدها إذا أضيفت للجملة كما قيل») اه. وهذا الرأى أحسن من التالى.
وقال الصبان فى الجزء الثانى ـ باب الإضافة عند الكلام على قول ابن مالك :
وألزموا إضافة إلى الجمل |
|
حيث وإذ ... |
ما نصه :
(اعلم أن أصل : «بين» أن تكون مصدرا بمعنى : الفراق ، فمعنى جلست بينكما : جلست مكان فراقكما. ومعنى أقبلت بين خروجك ودخولك : أقبلت زمان فراق خروجك ودخولك ؛ فحذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه. فتبين أن : «بين» المضافة إلى المفرد ـ أى : الذى ليس جملة ـ تستعمل فى الزمان والمكان. فلما قصدوا إضافتها إلى الجملة ، اسمية أو فعلية ـ والإضافة إلى الجملة كلا إضافة ـ زادوا عليها تارة : «ما» الكافة : لأنها تكف المقتضى عن اقتضائه ، وأشبعوا تارة أخرى الفتحة ؛ فتولدت «ألف» لتكون الألف دليل عدم اقتضائه للمضاف إليه ، لأنه حينئذ كالموقوف عليه ، لأن الألف قد يؤتى بها للوقوف كما فى : «أنا» والظنونا ـ يشير إلى أن الأصل فى «أنا» خلوها من الألف ، وإلى قوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) وتعين حينئذ ألا تكون إلا للزمان ؛ لما تقرر أنه لا يضاف إلى الجمل من المكان إلا حيث. وإضافة : «بينما» أو «بينا» فى الحقيقة إلى زمان مضاف إلى الجملة ؛ فحذف الزمان المضاف ، والتقدير : بين أوقات زيد قائم ، أى : بين أوقات قيام زيد ـ كذا قرره الرضى.
(وقد يضاف «بينا» إلى مفرد مصدر دون «بينما» على الصحيح ، كذا فى الدمامينى والهمع ، وتقدير : «أوقات» ؛ لأن «بين» إنما تضاف لمتعدد. وناقش أبو حيان بأن : «بين» قد تضاف للمصدر المتجزئ ؛ كالقيام ، مع أنهم لا يحذفون المضاف إلى الجملة فى مثل هذا.
(قال فى الهمع : وما ذكر من أن الجملة بعد : «بينا» و «بينما» مضاف إليها هو قول الجمهور. وقيل : «ما» و «الألف» كافتان ؛ فلا محل للجملة بعدهما. وقيل «ما» كافة دون الألف بل هى مجرد إشباع».
وعلى عدم إضافتهما يكون عاملهما ما فى الجملة التى تليهما كما فى المغنى) اه. كلام الصبان.