زيادة وتفصيل :
سبق تعريف «المغالبة (١)» ، ووعدنا أن نتكلم عليها هنا ، ملخصين آراء الباحثين فيها :
جاء فى مقدمة «القاموس» ـ فى المقصد الأول الخاص ببيان الأمور التى امتاز بها القاموس ، عند تعليق المصحح على الأمر الخامس ، والكلام على الأمور التى توجب ضم العين فى المضارع ضمّا قياسيّا ، ومنها أن يكون دالا على المغالبة ـ التعليق التالى :
(«قوله : أو دالّا على المغالبة ...» يقتضى أن باب المغالبة قياسى ؛ وليس كذلك ، كما يدل عليه عبارة الرضى ؛ حيث قال : «واعلم أن باب المغالبة ليس قياسيّا بحيث يجوز نقل كل لغة إلى هذا الباب. قال : س (٢). وليس فى كل شىء يكون هذا ؛ ألا ترى أنك لا تقول نازعنى فنزعته أنزعه بضم العين [وهى الزاى] ، للاستغناء عنه بغلبته. وكذا غيره. بل نقول هذا الباب مسموع كثير») اه.
وقال صاحب القاموس فى الجزء الرابع مادة : الخصومة : ما نصه :
(الخصومة : الجدل ـ خاصمه مخاصمة ، وخصومة ؛ فخصمه يخصمه : غلبه ، وهو شاذ ، لأن فاعلته ففعلته يردّ «يفعل» منه (أى : المضارع منه) إلى الضم ، إن لم تكن عينه حرف حلق فإنه بالفتح ؛ كفاخره ففخره يفخره. وأما المعتل كوجدت وبعت فيردّ إلى الكسر إلا ذوات الواو ؛ فإنها تردّ إلى الضم ؛ كراضيته فرضوته أرضوه ـ وخاوفنى فخفته أخوفه. وليس فى كل شىء (يكون ذلك) لا يقال : نازعته أنزعه ؛ لأنهم استغنوا عنه بغلبته».
وقال الجار بردى فى شرح الكافية (٣) :
«معنى المغالبة : ما يذكر بعد المفاعلة مسندا إلى الغالب». أى : المقصود
__________________
(١) فى رقم ١ من هامش ص ١٥٩.
(٢) يريد : سيبويه.
(٣) وقد نقلنا كلامه عن ص ٦٨ ج ١ من المواهب الفتحية.