٢ ـ الاسم السابق (المشتغل عنه) الواقع بعد عاطف غير مفصول بالأداة : «أمّا» وقبله جملة ذات وجهين (١) ، مع اشتمال التى بعده فى حالة نصبه على رابط يربطها بالمبتدأ السابق (٢) ؛ ـ كالضمير العائد عليه ؛ أو الفاء المفيدة للربط به ـ ؛ نحو : (النهر فاض ماؤه صيفا ، والحقول سقيناها من جداوله) ـ (العلم الحديث نجح فى غزو الكون السماوى ، فالعلوم الرياضية ، استلهمها الغزاة قبل الشروع). فيصح رفع كلمتى : «الحقول ـ والعلوم» على اعتبار كل منهما مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية بعده. وهذه الجملة الاسمية معطوفة على الاسمية التى قبلها. ويجوز نصب الكلمتين على أنهما مفعولان لفعل محذوف ، والجملة من هذا الفعل وفاعله معطوفة على الجملة الفعلية الواقعة خبرا قبله. وفى الحالتين تتفق الجملتان المعطوفتان مع المعطوف عليهما فى ناحية الاسمية أو الفعلية ؛ فيجرى الكلام على نسق واحد ، ولهذا يتساوى (٣) الأمران.
٣ ـ الاسم السابق (المشتغل عنه) الواقع فى غير ما سبق. نحو الرياحين زرعتها. والنحاة يجيزون الأمرين ويرجحون الرفع ؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير عامل محذوف (٤).
__________________
(١) وهى الجملة الاسمية التى يكون المبتدأ فيها اسما خبره جملة فعلية ؛ مثل : الشجرة ظهر ثمرها ـ الفاكهة طاب طعمها. (ومنها الجملة التعجبية. ولكن التعجبية لا تصلح فى هذا الموضع) أو : هى جملة اسمية صدرها مبتدأ ، وعجزها جملة فعلية ، كقولهم : النبيل زادته النعمة نبلا وشرفا ، واللئيم زادته النعمة لؤما وبطرا. ـ الحر ينتصر لكرامته ، والذليل يمتهنها.
(٢) لأنها حينئذ تكون معطوفة على الخبر ، فلا بد فيها من رانط كالخبر (راجع الأشمونى والصبان).
(٣) وفى هذا يقول ابن مالك :
وإن تلا المعطوف فعلا مخبرا |
|
به عن اسم فاعطفن مخيّرا ـ ٨ |
يريد : إن وقع الاسم السابق بعد حرف عطف قبله فعل ، وهذا الفعل ـ مع فاعله ـ خبر عن مبتدأ قبلهما وقبل حرف العطف ـ فلك الخيار فى هذه الحالة أن تعطف ما بعد حرف العطف على ما قبله ، مباشرة عطف جملة فعلية على الجملة الفعلية السابقة أيضا ، وأن تعطف ما بعد حرف العطف على ما قبله عطف جملة اسمية على نظيرتها الاسمية. وقد شرحنا توجيه كل حالة من هاتين الحالتين المتساويتين فى الصحة ، شرحا يوضح هذا البيت الغامس.
(٤) وفى حالة الرفع لا تكون المسألة من باب «الاشتغال» ـ كما كررنا فى كل حالات الرفع الواجب والجائز ـ وفى هذا يقول ابن مالك.
والرفع فى غير الّذى مرّ رجح |
|
فما أبيح افعل. ودع ما لم يبح ـ ٩ |