فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : « لكنّني ـ والله ـ أحب أن أقْتُلك
ما دُمْتَ آبياً للحق ».
فَحَمِيَ عمروعند ذلك ، وقال : أتَقْتُلني!؟
ونزل عن فرسه فعَقَره وضرب وجهَه حتّى نَفَر ، وأقبل على عليّ عليهالسلام مُصْلِتاً سيفه ، وبدره بالسيف فنشِب
سيفهُ في تُرس علي ، وضربه أمير المؤمنين عليهالسلام
ضربةً فقتله.
فلمّا رأى عِكرِمة بن أبي جهل وهُبَيْرة
وضرار عَمراً صريعاً ، ولّوا بخَيْلهم منهزمين حتى اقتحمت الخندق لا تَلْوِي على شيء ، وانصرف أمير المؤمنين عليهالسلام إلى مَقامه الأوّل ـ وقد كادت نفوسُ
القوم الذين خرجوا معه إلى الخندق تَطيرجَزَعاً ـ وهويقول :
« نَصَرَالحجارةَ من سفاهة رأيه
|
|
ونصرت ربَّ محمّد بصَواب
|
فضربتُه وتركتُه مُتَجدِّلاً
|
|
كالجذْغ بين دكادِك ورَوابي
|
وعَفَفْتُ عن أثوابهِ ولَوِ آنني
|
|
كنت المقَطَّر بَزَّني أثوابي
|
لا تَحْسَبَنَّ اللة خاذِلَ دينه
|
|
ونبيّهِ يا مَعْشرَ الأحزاب »
|