وأبو سعيد الخدْري ،
وأمثالهم من جِلّة المهاجرين
والأنصار ـ : إنّه كان الخليفةَ بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله
والإمامَ لفضله على كافّة الأنام بما اجتمع له من خِصال الفضل والرأي والكمال ، من
سَبْقه الجماعةَ إلى الإيمان ، والتبريزِعليهم في العلم بالأحكام ، والتقدّم لهم
في الجهاد ، والبَيْنونةِ منهم بالغاية في الورع والزهد والصلاح ، واخصَاصِه من
النبي صلىاللهعليهوآله في القُربى
بما لم يَشرْكه فيه أحدٌ من ذوي الأرحام.
ثمّ لنصّ الله على ولايته في القران ، حيث
يقول جلّ اسمه : ( إنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُه
وَألَّذينَ آمَنُوا ألَّذينَ يًقيمُونَ ألصَّلاةَ ويُؤْتونَ الزّكَاةَ وَهُمْ
رَاكِعُونَ ) ، ومعلومٌ أنّه لم يزكّ في حال ركوعه
أحد سواه عليهالسلام ، وقد ثَبَت
في اللغة أنّ الوَلي هو الأولى بلا خلاف.
وإذا كان أميرُ المؤمنين عليهالسلام ـ بحكم القرآن ـ أولى بالناس من أنفسهم
، لكونه وليّهم بالنصّ في التبيان ، وَجَبَتْ طاعتهُ على كافّتهم بجَليّ البيان ، كما
وَجَبتْ طاعةُ الله وطاعةُ رسوله عليه وآله السلام بما تَضَمَّنه الخبرُ عن
ولايتهما للخلق فِى هذه الآية بواضح البرهان.
وبقول النبيّ صلىاللهعليهوآله يومَ الدار ، وقد جَمَع بني عبد المطلب
ـ خاصّةً ـ فيها للإِنذار : « مَنْ يُؤازِرْني على هذا الأمر يَكُنْ أخي ووصّيي
ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي » فقام إليه أميرُ المؤمنين عليهالسلام من بين جماعتهم ، وهو أصغرهم يومئذ
سنّاً فقال : « أنا اُؤازرك يا رسول الله » فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : « اجلس فانت أخي ووصيّي
ــــــــــــــــــ