وهذا باطل الثالث : أن لا يتعلّق به القدرة الحادثة عادة سواء امتنع تعلّقها به لا لنفس مفهومه بأن لا يكون من جنس ما يتعلق به كخلق الأجسام ، فإن القدرة الحادثة لا تتعلق بإيجاد الجواهر أصلا أم لا ، بأن يكون من جنس ما يتعلّق به ، لكن يكون من نوع أو صنف لا يتعلّق به كحمل الجبل والطيران إلى السماء وسائر المستحيلات العاديّة ، فهذا هو محلّ النّزاع ، ونحن نقول : بجوازه لإمكانه الذاتي ، والمعتزلة يمنعونه لقبحه
__________________
اللفظي والوجود الكتبي مع الوجود الذهني للماهيات في عداد الوجود الخارجي ايضا نحو اتحاد حاصل بين اللفظ والكتابة مع الخارج ، لكن حصول الاتحاد بين اللفظ والخارج بتبع الاتحاد بين المفهوم والخارج الذي أشرنا اليه ، وحصول الاتحاد بين الكتابة وبينه بتبع الاتحاد بين اللفظ وبينه. ومما ذكرنا يعلم ان الاتحاد الحاصل بين الصورة الحاصلة عند النفس مع الخارج لا ينفى تغايرهما فان النفس إذا لاحظت في اللحاظ الثانوى ما حصل عنده من الصورة ، لحكمت بتغايرها مع الخارج حقيقة فليس للوجود الذهني واقعية محفوظة ثابتة في كلا الحالين حتى يحكم بان للماهيات وجودا في الذهن حقيقة كالوجود الثابت لها حقيقة في الخارج ، ومن أمعن النظر فيما أقامها القائلون بالوجود الذهني من البراهين عليه تبين له ان الثابت بها ليس الا الوجود الذهني الاتحادى الذي ذكرناه دون ما ادعوها من الوجود حقيقة فليتأمل. ولا يقتضى المقام اكثر مما ذكرنا من البسط في المقال وقد خرجت هذه الجمل في هذه التعليقة وما قبلها مجرى المجارات مع أبناء العصر حيث تراهم مشعوفين بكلمات الفلاسفة يحسنون الظن بها ، بل ويرونها كالوحى المنزل وبالجملة فكلما ترى من مثال هذه المقالات في تعاليق الكتاب فلا تظنن انا ملتزمون بصحتها ، والحق الحقيق بالقبول ما صدرت من منابع العلم والحكمة الالهية والمشاكى النبوية ، وأودعت في رواياتنا المدونة في كتب الاصحاب رضوان الله عليهم أجمعين ، فهي التي لا تتبدل بتلاحق الأفكار ولا تصير لعبة الانظار ، اللهم أدم توفيقنا للاستنارة من تلك الأنوار ، والتطيب بهاتيك الازهار آمين آمين.