قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل [ ج ١ ]

    462/486
    *

    أسقامه وشدائده وآلامه ، ولا ريب أنّ ذلك كلّه من قضاء الله تعالى الذي يجب على العباد الرّضا به والصّبر عليه ، وهو ما يفعله الله تعالى بعبده لحكمته البالغة التي تقتضيه وعلمه المحيط بما يكون من المصالح لعبده فيه ، ولا دخل للمعاصي في القضاء ، لأنّه سبحانه لا يقضي على العبد بالمعصية ، لأنّها من الباطل الذي يعاقب عليه ، وقد قال عزّ من قائل (وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِ) (١) وأما الخبر الثّاني الذي يدلّ على إيجاب الايمان بالقضاء والقدر خيره وشرّه ، فالخير من القضاء والقدر هو ما مالت إليه الطباع والتذّت به الحواس ، والشر ضد ذلك ، ويسمّى شرّا لما على النفس في تحمّله من الشدة والمشقّة كما أشرنا إليه سابقا ، وهذا الذي أجمع المسلمون بأنّ الرّضا به واجب ولا يخفى أنّه لو كان الظلم والفسق والكفر من قضاء الله تعالى وقدره لوجب الرضا به وتحتّم ترك إنكاره ، لكن لمّا رأينا العقلاء ينكرونه ولا يرضونه ويعيبون من رضى به ويذمونه ، علمنا أنّه ليس من قضائه وقدره ، ومما يؤيّد هذه المعاني ويؤسّس

    __________________

    ومنها وجه تسميتها بالقدسية ومنها ان بعضها هل تعد من الكتب السماوية كمصحف إدريس وزبور داود وصحف شيث ام لا؟ الى غير ذلك من المباحث.

    ثم ان من احسن ما دون في نقل تلك المرويات ، كتاب الجواهر السنية في الأحاديث القدسية ، لشيخنا العلامة خاتم المحدثين الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى سنة ١١٠٤ صاحب كتاب وسائل الشيعة ، وكتاب الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية للعلامة الشيخ محمد المدني الشافعي ، وكتاب الجواهر المضيئة في الأحاديث القدسية للمحدث البحاثة السيد عبد الرسول الشافعي البرزنجى الكردي ، الى غير ذلك من الزبر والاسفار التي يقف عليها من جاس خلال الديار وخلا عن منادمة الأغيار ،

    (١) غافر. الآية ٢٠