من تنزّه عن الفحشاء تعريضا للاستاذ بأنّهم ينسبون الفحشاء إلى الله تعالى ، فقال الأستاذ : سبحان من لا يجري في ملكه إلّا ما يشاء فافهم (خ ل فافحم) ، وأما ما ذكره من أنّ الفواحش والقبائح من مباشرة العبد للأفعال «إلخ» فهو كلام مبني على القول بالكسب (١) وسيبطله المصنّف قدسسره ونحن نشيّد أركانه إن شاء الله تعالى ، وكفاك فيه إجمالا ما اشتهر من أنّه لا معنى لحال البهشمي (٢) وكسب الأشعري.
قال المصنّف رفع الله درجته
وقالت الإماميّة : نحن نرضى بقضاء الله تعالى كلّه حلوه ومرّه لأنّه لا يقضي إلّا بالحقّ ، وقالت الأشاعرة : لا نرضى بقضاء الله كلّه لأنّه قضى بالكفر والفواحش والمعاصي والظلم وجميع أنواع الفساد.
__________________
اللغة ، وكان شديد الوداد لآل الرسول ، وله قصائد في هذا الباب ، منها قوله في قصيدة :
لو شق عن قلبي يرى وسطه |
|
سطران قد خطا بلا كاتب |
العدل والتوحيد في جانب |
|
وحب أهل البيت في جانب |
(١) الكسب اصطلاح للاشاعرة وسيجيء شرحه ، وملخصه أن اتصاف الفعل بالحسن باعتبار استناده الى الله ، وبالقبح باعتبار مباشرة العبد إياه وكونه آلة لصدوره.
(٢) البهشمى نسبة جعلية الى أبى هاشم عبد السلام بن أبى على الجبائي زعيم الفرقة البهشمية ، المتوفى سنة ٣٢١ وهو الذي ذهب الى ثبوت حالة للباري تعالى بها يتصف الوجود والقدرة والإرادة والعلم ، والتزم بأنها ليست موجودة ولا معدومة ، وببالي انى سمعت ذات يوم في مجلس السيد ابراهيم الراوي البغدادي أنه نقل عن كتب البهشمية أنهم شبهوا تلك الحالة في الواجب بالقابلية والاستعداد لقبول الوجود وسائر الطوارئ في الماهيات الامكانية. انتهى.