في مسائل هذا الباب ، اعلم أنّ هذا أصل عظيم تبتنى عليه القواعد الإسلامية بل الاحكام الدينية مطلقا وبدونه لا يتمّ شيء من الأديان ولا يمكن أن يعلم صدق نبيّ من الأنبياء على الإطلاق إلا به على ما نقرّره فيما بعد إن شاء الله تعالى ، وبئس ما اختاره الإنسان لنفسه مذهبا خرج به عن جميع الأديان ولم يمكنه أن يتعبد الله تعالى بشرع من الشرائع السابقة واللاحقة ولا يجزم به على نجاة نبيّ مرسل أو ملك مقرّب أو مطيع في جميع أفعاله من أولياء الله وخلصائه ولا على عذاب أحد من الكفار والمشركين وأنواع الفساق والعاصين ، فلينظر العاقل المقلّد هل يجوز له أن يلقى الله تعالى بمثل هذه العقائد الفاسدة والآراء الباطلة المستندة إلى اتباع الشهوة والانقياد للمطامع «انتهى.»
قال النّاصب خفضه الله
أقول : عقد هذا المبحث لاثبات العدل الذي ينتسبون إليه هم والمعتزلة
__________________
وبالجملة فالمراد بها ، ما أشار إليها مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام بقوله ، التوحيد ان لا تتوهمه والعدل ان لا تتهمه ، وكذا ورد في التعبير عنها بقولهم عليهمالسلام : انه تعالى غير ظالم لعباده ، لا يجور في قضائه ، ولا يحيف في حكمه وابتلائه ، يثيب المطيعين وله ان يعاقب العاصين ، ولا يكلف الخلق ما لا يطيقون ، ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون ولا يقابلوا مستحق الأجر والثواب بأليم العذاب والعقاب ، الى غير ذلك من كلماتهم الواردة في كتب أصحابنا ، كالكافي وتوحيد الصدوق والبحار والأمالي فليراجع.
ثم ان في مسألة العدل مباحثا قد طوينا عنها كشحا اكتفاء بما أوردها علماء الكلام في كتبهم كالمواقف وشروحه والمقاصد وشروح التجريد وكتاب حق اليقين للعلامة مولانا السيد عبد الله آل شبر الحسيني وكتب مولانا العلامة المجلسي «قده» وكتب مولانا المفيد وكتب مولانا العلامة الحلي وغيرها.