وبعض أفرادها مستغنيا عنه «انتهى.»
قال النّاصب خفضه الله
أقول : اتّفق المتكلّمون على أنّه تعالى باق ، لكن اختلفوا في كونه صفة ثبوتيّة زائدة أولا ، فذهب الشّيخ أبو الحسن الأشعري وأتباعه وجمهور معتزلة بغداد إلى أنّه صفة ثبوتيّة زائدة على الوجود ، إذ الوجود متحقّق دونه كما في أوّل الحدوث ، بل يتجدّد بعده صفة هي البقاء ، ونفى كون البقاء صفة موجودة زائدة كثير من الأشاعرة كالقاضي ابى بكر (١) وامام الحرمين (٢) والامام الرازي (٣) وجمهور معتزلة البصرة ، وقالوا البقاء هو نفس الوجود في الزّمان الثّاني لا أمر زائد عليه ، ونحن ندفع ما أورده هذا الرّجل على مذهب الشّيخ الأشعري ، فنقول
__________________
(١) المراد به القاضي ابو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم البصري الباقلاني صاحب التصانيف في علم الكلام ، سكن بغداد ، سمع ابا بكر القطيعي وأبا محمد بن ماسى ، وخرج له ابو الفتح بن ابى الفوارس ، روى عنه أبو ذر الهروي ، والحسين بن حاتم ، وخلق ، له كتب اشهرها ، كتاب الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به ، توفى يوم السبت في ذى القعدة لسبع بقين منه سنة ٤٠٣ ودفن بداره ثم نقل الى مقبرة باب حرب من مقابر بغداد ، وما نقله القاضي الشهيد عنه مذكور في كتاب الإنصاف ، فليراجع ، ومن طالعه رأى ان الرجل غير مالك لنفسه في التحامل والتعصب على المعتزلة ، والامامية ، والوقيعة في حقهم ، مع ان المسائل العلمية مضامير الأفكار والآراء ، لا الشتم والسباب ، وزاد الشيخ محمد زاهد الكوثرى في تعاليقه عليه في الطنبور نغمات عصمنا الله من الزلل في القول والعمل.
(٢) قد مرت ترجمته.
(٣) قد مرت ترجمته.