الأمر ويحتجون بقوله تعالى : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (١) ، ويفسّرون اليقين بشهود الحكم الكوني وهي الحقيقة عندهم ، وهذا زندقة ونفاق (٢) وكذب منهم على أنفسهم ونبيّهم وإلههم «انتهى» ولعلّ النّاصب توهّم من قول المصنّف : إنّهم يزورون مشهد الحسين عليهالسلام أنّهم شيعة ليسوا بسنّة (٣) ، ولم يعلم أنّ زيارتهم هذه كانت للّلهو وهو مشاهدة النّاس المجتمعين في أيّام الموسم ، وكيف يزور الحسين عليهالسلام معتقدا لاستحبابها من قرّر على نفسه إسقاط الواجبات عنه فضلا عن المستحبات؟ «فتأمّل» ثمّ أقول : إنّ الذي يقلع مادّة إنكار النّاصب لزندقة المتصوّفة من أصحابه أنّ من أكابر أصحابه الذين يقتدون بهم في الشّريعة والطريقة اليافعي (٤) اليمني الشّافعي ، وقد أقرّ بما نسبه المصنّف إليهم في هذا الكتاب و
__________________
(١) الحجر. الآية ٩٩.
(٢) نفق نفاقا بكسر النون. في دينه ستر كفره بقلبه واظهر ايمانه بلسانه ونفق نفاقا بفتح النون. الشيء نفد وفنا وقل.
(٣) ومما يؤيد كونهم من السنة تفريقهم بين العشاءين ، مع ان عمل الشيعة سيما العوام منهم على الجمع بينهما لقيام الأدلة القاطعة على ذلك.
(٤) هو الشيخ عبد الله بن اسعد بن على بن سليم عفيف الدين الشافعي اليماني اليافعي العارف المورخ المحدث الشهير توفى سنة ٧٥٥ وقيل سنة ٧٦٠ وقيل سنة ٧٦٧ وقيل سنة ٧٦٨ وقيل سنة ٧٧١ بمكة وله تآليف منها تاريخه المعروف المسمى بمرآة الجنان ، وكتاب روض الرياحين في حكايات الصالحين ، وخلاصة المفاخر في مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني ، ونشر المحاسن الغالية في فضل مشايخ الصوفية ، والدر النظيم في خواص القرآن العظيم ، وغيرها ، وتنتهي سلسلة تصوفه الى الشيخ عبد القادر الجيلاني الحنبلي الصوفي الشهير المدفون ببغداد بعدة وسائط ، وأخذ الشاه نعمة الله العارف الذي اليه تنتهي أكثر طرق الصوفية في بلاد ايران كالجنابذية ، والشمسية ، والطاوسية ،