__________________
وكتاب التنزيه لا خطب خوارزم وغيرها. ومنها في مسألة ايمان المقلد ، فعند الأشعري لا يصح وعند الماتريدي يصح. ومنها في مسألة أن السعيد هل يشقى والشقي هل يسعد ام لا؟ فالاشعرى منع كون السعيد شقيا والشقي سعيدا ، والماتريدي جوز كون السعيد قد يشقى والشقي قد يسعد. ومنها في مسألة الكسب ، فالاشعرى فسر الكسب في فعل العباد بأن العبد إذا صمم عزمه فالله تعالى يخلق الفعل عنده ، والعزم أيضا فعل يكون واقعا بقدرة الله تعالى فلا يكون للعبد في الفعل مدخل على سبيل التأثير وان كان له مدخل على سبيل الكسب ، او أن الكسب عندهم هو تعلق القدرة الحادثة بالمقدور في محلها من غير تأثير ، وأما الكسب عند الماتريدي هو صرف القدرة الى أحد المقدورين وهو غير مخلوق ، وحاصل مرامه كما صرح أبو عذبة أن ذات الأفعال من حيث انها حركات منسوبة اليه تعالى ومن حيث العناوين كالصلاتية والزكاتية والزنائية منسوبة الى العبد لأنها الصفة التي باعتبارها جزم العبد المصمم ، فمن ثم يقال : ان قدرة الله تعالى تتعلق بأصل الفعل وقدرة العبد تتعلق بوصفه من كونه طاعة او معصية ، فمتعلق تأثير القدرتين مختلف كما في لطمة اليتيم تأديبا ، فان ذات اللطمة واقعة بقدرة الله تعالى وتأثيره وكونها طاعة او معصية بقدرة العبد وتأثيره لمتعلق ذلك بعزمه المصمم اعنى قصده الذي لا تردد معه.
ثم ليعلم أن المحقق التفتازاني قال في شرح المقاصد : ان المشهور في ديار خراسان والعراق والشام واكثر الأقطار هم الاشاعرة اصحاب أبى الحسن الأشعري ، وفي ديار ما وراء النهر الماتريدية أصحاب أبى منصور الماتريدي انتهى. قال في الروضة : ان المشتهر ببلاد المغاربة عقائد الاشاعرة ، لان الغالب على تلك البلاد مذهب مالك والمالكية في المعتقدات توافق الأشعري ، وفي بلاد الهند على كثرتها وسعتها وبلاد الروم على كثرتها وسعتها مع كونهم بأسرهم حنفية عقائد الماتريدية «انتهى» أقول : ولله در مذهب أصحابنا شيعة آل الرسول التابعين لهم في الفروع والأصول حيث ترى أنها مطابقة للبراهين السديدة والأدلة المتقنة الرمينة كما سيتحقق لك بعد هذا إن شاء الله في الكتاب والتعاليق التي علقناها؟ عليه.