أنّه تعالى لا يقدر أن يخلق فينا علما ضروريّا فهو مذهب جماعة مجهولين ولم أعرف من نقله سوى هذا الرّجل والحق ما قدّمناه «انتهى»
أقول : مراد المصنف من الجمهور في هذا الكتاب كلّ من خالف الإماميّة في مسألة الإمامة سواء كانوا أشاعرة أو ماتريدية (١)
__________________
ابو القاسم الكعبي وعليه فهو ابو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي المولد والكعبي النسب صاحب المقالات المشهورة ، توفى سنة ٣١٧ ، واليه تنتسب مسألة انكار المباحات فراجع ، وفي نسخة ، ابو القاسم البلخي ، وعليه فهو ابو القاسم بن أبى محمد بن أبى القاسم البلخي الأشعري العقيدة ، المتكلم النحوي صاحب كتاب الاختيار وغيره ، والظاهر من المحتملات الثالث كما هو واضح لدى التأمل.
(١) الماتريدية هم أتباع الشيخ أبى منصور الماتريدي السمرقندي وستأتي ترجمته ، ثم الفرق بين الماتريدية والاشاعرة من وجوه ، منها في جواز تعذيب الله تعالى عبده المطيع ، فالاشاعرة جوزوه عقلا ومنعوه شرعا ، والماتريدية منعوه عقلا وشرعا ، ومنها في وجوب معرفة الله تعالى هل هي بالشرع او بالعقل؟ فالاشاعرة على أنها واجبة بالشرع والماتريدية على أنها بالعقل ، ومنها في صفات الأفعال كالخلق والرزق والاحياء والاماتة هل هي قديمة او حادثة؟ فعند الاشاعرة أنها حادثة وعند الماتريدية كل صفاته تعالى قديمة ، ومنها أنهما بعد ما اتفقا على ثبوت الكلام النفسي اختلفوا في أنه هل يجوز ان يسمع ام لا؟ فقال الأشعري : ان كلامه مسموع بناء على مبناه أن كل موجود يصح أن يرى فكذا يصح أن يسمع ، وعند الماتريدي أن كلام الله تعالى لا يجوز أن يسمع بوجه من الوجوه كما نقل ذلك العلامة النسفي في العمدة ، ومنها في مسألة التكليف بما لا يطاق ، فالاشاعرة يجوزونه والماتريدية يمنعونه. ومنها في عصمة الأنبياء عن الكبائر والصغائر ، فالاشاعرة لم يشترطوها ، والماتريدية ذهبوا كاصحابنا الى اشتراطها حتى صنفوا في ذلك كتبا ورسائل مفردة ككتاب تنزيه الأنبياء لسيدنا المرتضى وكتاب التنزيه للشيخ شكر البغدادي