والأوباش (١) ورعاع (٢) الجهلة من الرّفضة والمبتدعة «انتهى كلامه».
أقول : فيه نظر ، أمّا أوّلا فلأنّ ما ذكره في دفع الإيراد عن النقّض مردود ، بأنّ للعدليّ (٣) أن يقول : نحن نعلم بالبديهة أنّ النّظر يزيل الخوف مع قطع النّظر عن تلك المقدّمات ، ودفع الخوف واجب ، فينتقل الذّهن بهما إلى وجوب النّظر ويحصل العلم من غير تعب ومشقّة وملاحظة مقدّمات خارجة عنهما فإنّا نعلم أنّه إذا جاء رجل موصوف بالصّفات الكاملة ، فقال أنا نبىّ الله وعندي خوارق شاهدة على دعواي ، فمن له عقل وفهم يحصل له خوف ، ودفع الخوف
__________________
وهم الذين أطعموا (الديك جوش) وهو اللحم المطبوخ بطريق مخصوص ، وآداب وسنن ابتدعوها في طبخه وتقسيمه بين الفقراء على مصطلحهم.
وهم الذين دققوا النظر والأبصار في المرد الحسان الوجوه فمنهم من يقول : انى ناظر الى صنع الصانع القادر كيف خلق من ماء دافق وجها الطف من الورد وعينا سحارة وثغرا كالدر وغيرها من التشبيهات ثم يقول سبحان ما أبدعه في صنعه ومنهم من يعتذر في تلك النظرة المسمومة التي هي سهم من سهام إبليس ويقول : انى انظر الى مجلى الحبيب كيف تجلى تعالى شأنه في هذه المراة ويقول المجاز قنطرة الحقيقة عصمنا الله وإياكم من الزلل ، وجعلنا من المتمسكين بأذيال آل الرسول (ص) ، الذين من تمسك بهم فقد نجى ، آمين آمين.
(١) الأوباش جمع وبش بمعنى سفلة الناس ، واخلاطهم ، ويقال للكلام الردى وبش الكلام ، ويقال ما بهذه الأرض ألا أوباش من شجر او نبات ، وهو مأخوذ من رقط الجرب يتفشى في جلد البعير والنمنم الأبيض يكون على الظفر.
(٢) الرعاع. السفلة من الناس.
(٣) العدلية تطلق على الامامية والمعتزلة والزيدية والكيسانية والظاهرية وكل من يثبت صفة العدل له تعالى من طوائف المسلمين.