( ت ١٢٤ هـ ) وعاصم بن عمربن قتادة ( ت ١٢٠ هـ ) وعبد الله بن ابي بكربن حزم ( ت ١٣٥ هـ ) وموسى بن عقبة ( ت ١٤١ هـ ) ومعمربن راشد ( ت ١٥٠ هـ ) ، وغيرهم ممن عاصروا تلك الحقبة الزمنية أو بعدها بقليل ، امثال محمد بن سعد ( ت ٢٣٠ هـ ) ، وابن هشام ( ت ٢٣٠ هـ ).
ولعل التأمل اليسير في مجمل اسماء المؤرخين وزمن كتابتهم للتأريخ يبين بوضوح ان أُسس التأريخ المعروف لدينا الآن قد بُنيت ابان الحكمين : الاموي ـ المغتصب للخلافة الشرعية برائده معاوية بن أبي سفيان ـ والعباسي ـ المتاجر بشعار آل محمد ـ ولا يخفى على ذي لب فطن ما دأب عليه رجال وساسة الدولتين من محاولات متكررة لاضفاء هالة الشرعية والقدسية على حكميهما مع دفع اصحاب الحق الشرعيين عن مناصبهم التي رتبها الله تعالى لهم.
ولعله من الطبيعي ان يعمد النظامان واتباعهما إلى تشذيب كل الاصول التأريخية التي قد لاتتوافق مع الخط الذي تنتهجه الدولتان ، أو تسخير الاقلام لأن تتوافق في مساراتها والتي تتناغم مع التوجهات غير المشروعة لرواد هاتين الدولتين.
ان المرور العابر لا التأمل المتدبر يكشف بوضوح ضعف الأُصول التأريخية التي وصلت إلى العصور اللاحقة لتلك الازمنة ، واسفاف هذه الموسوعات في التحدث عن حياة الملوك ومجالس مجونهم ودقائق اُمورهم ، واعراضها المقصود عن اهم القضايا العقائدية التي ابتنى عليها الدين الاسلامي الحنيف.
ومن المؤلم أن يلجأ الكثير من المؤرخين إلى اعتماد ما يصل اليهم من النصوص التاريخية دون اخضاعها للنقد والمناقشة ، بل والانكى من ذلك أن تجد منهم من يتنصل من تبعه ما يورده من وقائع واحداث وما ستتلقفه الاجيال اللاحقة به وكانها حقائق مسلمة لأنها وردت في مرجع مهم من مراجع