والتهبوء للحرب.
وإن كان الخبر باطلا ، فإنهم سيبادرون إلى إظهار الإسلام وتكذيب الخبر ، وسيتجنبون المواجهة مع ذلك الجيش.
٧ ـ إن تجهيز هذا الجيش قد جاء بمثابة رسالة أريد أن يفهم مراميها ومعانيها كل من تسوّل له نفسه أمرا من هذا القبيل.
ويدل على ذلك : أنه بمجرد ان جاء رجل واحد من تلك القبيلة ، وتكفل بعودة قومه إلى جادة الصواب .. أو بمجرد أن أخبره حبان بن بحّ بأن قومه على الإسلام ، صرف ذلك الجيش عنهم ، وأعاده إلى قواعده بسلام وأمان ..
٨ ـ وعن الحديث الذي يقول : من سأل الناس عن ظهر غنى ، فصداع في الرأس ، وداء في البطن ، نقول :
إن هذا الحديث لا يبرر انصراف زياد عن أخذ ما طلبه من الصدقة ، حتى لو كان غنيا.
فإن زيادا قد طلب إعطاءه نصيبا من صدقات قومه ، وبما أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد أجاب طلبه ، فذلك يعني : أنه أعطاه ما يستحقه ، فإن كان فقيرا فإنما يعطيه بمقدار ما يستحقه كما يعطي غيره مع الفقراء .. وإن كان غنيا (أو فقيرا أيضا) فإنه يعطيه ما يستحقه من أجرة على العمل ، أو على المهمة التي يتصدى لها ..
ولا يدخل ذلك تحت عنوان : «من سأل الناس عن ظهر غنى» ، إذ المقصود بالسؤال : هو طلب ما لا يستحقه.
والمفروض : أن الأمر ليس كذلك هنا ، إذ لو كان كذلك لم يكتب له ،