لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون » (١) قال : موسى فسألت عقبة الخادم عن هذه ، فقال : صدقت حكيمة.
٢ ـ حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضياللهعنه قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال : حدّثني محمّد بن إبراهيم الكوفيُّ قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الطهوي (٢) قال : قصدت حكيمة بنت محمّد عليهالسلام بعد مضيِّ أبو محمّد عليهالسلام أسألها عن الحجّة وما قد اختلف فيه النّاس من الحيرة الّتي هم فيها فقالت لي : اجلس فجلست ، ثمّ قالت : يا محمّد أنَّ الله تبارك وتعالى لا يخلّي الأرض من حجّة ناطقة أو صامتة ، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهماالسلام تفضيلاً للحسن والحسين وتنزيها لهما أن يكون في الأرض عديلهما إلّا أنَّ الله تبارك وتعالى خصَّ ولد الحسين بالفضل على ولد الحسن عليهماالسلام كما خص ولد هارون على ولد موسى عليهالسلام وإن كان موسى حجّة على هارون ، والفضل لولده إلى يوم القيامة ، ولا بد للامة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ويخلص فيها المحقون ، كيلا يكون للخلق على الله حجّة ، وإن الحيرة لابدّ واقعة بعد مضيِّ أبي محمّد الحسن عليهالسلام ، فقلت : يا مولاتي هل كان للحسن عليهالسلام ولد؟ فتبسّمت ثمّ قالت : إذا لم يكن للحسن عليهالسلام عقب فمن الحجّة من بعده وقد أخبرتك أنَّه لا إمامة لاخوين بعد الحسن والحسين عليهماالسلام ، فقلت : يا سيّدتي حدِّثيني بولادة مولاي وغيبته عليهالسلام قالت : نعم كانت لي جارية يقال لها : نرجس فزارني ابن أخي فأقبل يحدق النظر إليها ، فقلت له : يا سيّدي لعلّك هويتها فارسلها إليك؟ فقال لها : لا يا عمّة ولكنّي أتعجب منها فقلت : وما أعجبك [ منها ]؟ فقال عليهالسلام : سيخرج منها ولد كريم على الله عزَّ وجلَّ الّذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلما ، فقلت : فارسلها إليك يا سيّدي؟ فقال : استأذني في ذلك أبي عليهالسلام قالت : فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن
__________________
(١) القصص : ٥.
(٢) في بعض النسخ « الطهوي » وفي بعضها « الظهري » وفي بعضها « الزهري » وبعضها « المطهري » وفي بعضها « الطهري » ولم أجد بهذه العناوين في أصحاب الهادي أحداً نعم ذكر « الطهومي » في جامع الرواة من أصحاب الرِّضا عليهالسلام لكن حاله مجهول.