فخذوه من أيديهم فإنَّ مانعوكم فاضربوهم واخرقوا ما عليهم من السّواد ، قال : فلمّا عبروا به نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم سوادهم ووضعوه في مفرق أربع طرق (١) وأقام المنادين ينادون : الأمن أراد أن ينظر إلى الطيّب بن الطيّب موسى بن جعفر فليخرج ، وحضر الخلق وغسّله وحنّطه بحنوط وكفنه بكفّن فيه حبرة استعملت له بألفي وخمسمائة دينار ، مكتوباً عليها القرآن كلّه ، واحتفى (٢) ومشى في جنازته ، متسلّباً مشقوق الجيب إلى مقابر قريش فدفنه عليهالسلام هناك ، وكتب بخبره إلى الرَّشيد ، فكتب إلى سليمان بن أبي جعفر : وصلت رحمك يا عمّ وأحسن الله جزاك ، والله ، ما فعل السّنديُّ بن شاهك ـ لعنه الله ـ ما فعله عن أمرنا.
حدثنا أحمد بن زياد الهمدانيُّ رضياللهعنه قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن صدقة العنبريُّ قال : لمّا توّفي أبو إبراهيم موسى ابن جعفر عليهماالسلام جمع هارون الرَّشيد شيوخ الطالبيّة وبني العباس وسائر أهل المملكة والحكّام وأحضر أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهماالسلام فقال : هذا موسى بن جعفر قد مات حتف أنفه (٣) وما كان بيني وبينه ما استغفر الله منه في أمره يعني في قتله فانظروا إليه فدخل عليه سبعون رجلاً من شيعته فنظروا إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام وليس به أثر جراحة ولاسمٍّ ولاخنق ، وكان في رجله أثر الحنّاء فأخذه سليمان بن أبي جعفر وتولّى غسله وتكفينه واحتفى وتحسّر في جنازته (٤).
حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمهالله قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر عن المعلّى بن محمّد البصريِّ قال : حدّثني عليّ بن رباط قال : قلت لعليِّ بن موسى الرِّضا عليهماالسلام : أنَّ عندنا رجلاً يذكر أنَّ أباك عليهالسلام حيٌّ وأنّك تعلم من ذلك ما تعلم؟ فقال عليهالسلام : سبحان الله مات رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولم يمت موسى بن جعفر؟! بلى والله
__________________
(١) يعنى الموضع الذى يتشعب منه الطرق ويقال له بالفارسية (چهار راه).
(٢) أي مشى حافيا بلا نعل. وقوله : « متسلبا » أي بلا رداء ولازينة.
(٣) أي مات من غير قتل ولا ضرب ، بل مات بأجله.
(٤) تحسر إي تلهف أو مشى بلا رداء وعمامة.