|
كان الخضر على مقدَّمته (١) ، وكان من أحبّ النّاس إليه فأعطاه حوتاً مالحاً ، وأعطى كلّ واحد من أصحابه حوتاً مالحاً ، وقال لهم : ليغسل كلُّ رجل منكم حوته عند كلِّ عين ، فانطلق الخضر عليهالسلام إلى عين من تلك العيون فلمّا غمس الحوت في الماء حيي وانساب في الماء ، فلمّا رأى الخضر عليهالسلام ذلك علم أنَّه قد ظفر بماء الحياة فرمى بثيابه وسقط في الماء فجعل يرتمس فيه ويشرب منه فرجع كلُّ واحد منهم إلى ذي القرنين ومعه حوته ، ورجع الخضر وليس معه الحوت فسأله عن قصّته فأخبره فقال له : أشربت من ذلك الماء؟ قال : نعم ، قال : أنت صاحبها وأنت الّذي خلقت لهذا العين فأبشر بطول البقاء في هذه الدُّنيا مع الغيبة عن الابصار إلى النفخ في الصور. ٢ ـ حدَّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أبي عبد الله البرقيِّ قال : حدّثنا أبي ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران وغيره ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : خرج أبو جعفر محمّد بن عليٍّ الباقر عليهماالسلام (٢) بالمدينة فتضجّر واتّكأ على جدار |
__________________
(١) يعنى على مقدمة عسكر ذي القرنين وهو غريب لأنّ الخضر إذا كان معاصراً لموسى عليهالسلام فكان على التقريب ١٥٠٠ عام قبل الميلاد ، وذو القرنين سواء كان اسكندر أو كورش كان بعد موسى عليهالسلام بقرون كثيرة ، فإنَّ اسكندر في عام ٣٣٠ قبل الميلاد وكورش ٥٥٠ قبل الميلاد فلعل المراد بذى القرنين رجل آخر غيرهما هذا ، وقد نقل ابن قتيبة في معارفه عن وهب بن منبه قال : « ذو القرنين هو رجل من الاسكندرية اسمه الاسكندروس وكان حلم حلماً رأى فيه أنَّه دنا من الشمس حتّى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها ، فقص رؤياه على قومه ، فسموه ذا القرنين وكان في الفترة بعد عيسى عليهالسلام ». انتهى. وعلى أي حال تاريخ ذى القرنين والخضر في غاية تشويه والوهم والاضطراب ونحن لا نقول في حقهما إلّا ما قاله القرآن أو ما وافقه من الأخبار ونترك الزوائد لاهلها.
(٢) وهم الراوي ، وإنّما هو عليّ بن الحسين عليهماالسلام فاشتبه عليه كما قال