هدى ، ولا علما يرى ، ولا ينجو منها إلّا من دعا دعاء الغريق ، فقال له أبي : إذا وقع هذا ليلاً فكيف نصنع؟ فقال : أما أنت فلا تدركه ، فإذا كان ذلك فتمسكوا بما في أيديكم حتّى يتّضح لكم الامر.
٤١ ـ حدّثنا جعفر بن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن عبد الله بن المغيرة الكوفيّ رضياللهعنه قال : حدّثني جدِّي الحسن بن على ، عن العبّاس بن عامر القصبانيِّ ، عن عمر بن أبان الكلبيِّ ، عن أبان بن تغلب قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : يأتي على النّاس زمان يصيبهم فيه سبطة (١) يأرز العلم فيها بين المسجدين كما تأرز الحيّة في جُحرها ، يعني بين مكّة والمدينة ، فبينما هم كذلك إذ أطلع الله عزَّ وجلَّ لهم نجمهم ، قال : قلت : وما السبطة؟ قال : الفترة والغيبة لامامكم ، قال : قلت : فكيف نصنع فيما بين ذلك؟ فقال : كونوا على ما أنتم عليه حتّى يطلع الله لكم نجمكم.
٤٢ ـ حدّثنا أبي ؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا ، حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن المفضّل بن عمر قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن تفسير جابر فقال : لا تحدِّث به السفل فيذيعوه ، أما تقرأ في كتاب الله عزَّ وجلَّ : « وإذا نقر في الناقور » (٢) إنَّ منّا إماماً مستتراً فإذا أراد الله عزَّ وجلَّ إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر وأمر بأمر الله عزَّ وجلَّ.
٤٣ ـ حدّثنا أبي ؛ ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رض) قالا : حدَّثنا محمّد بن الحسن
__________________
(١) في بعض النسخ « بسطة » هنا وما يأتي ، وفي بعضها « شيطة » كذلك. وفي القاموس أسبط : سكت فرقا. وبالارض : ألصق وامتد من الضرب. وفي نومه : غمض. وعن الامر تغابي وانبسط ، ووقع فلم يقدر أن يتحرك. وفي الكافي « بطشة ». قوله « يأرز » بتقديم المهملة أي تنضم وتجتمع بعضه إلى بعض. وتنقيص ، والحية لاذ بجحرها ورجعت إليه وثبتت في مكانها.
(٢) المدثر : ٩.