الاشعريُّ قال : حدّثنا محمّد بن عبد ربّه (١) ، وعبد الله بن خالد السلّولي أنّهما قالا : حدّثنا أبو معشر نجيح المدنيُّ قال : حدّثنا محمّد بن قيس ، ومحمد بن كعب القرظيِّ ، وعمارة بن غزّية ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري (٢) ، وعبد الله بن أبي مليكة وغيرهم من مشيخة أهل المدينة قالوا : لما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله أقبل عمر بن الخطاب يقول : والله مامات محمّد وإنّما غاب كغيبة موسى عن قومه وإنّه سيظهر بعد غيبته فما زال يردّد هذا القول ويكرّره حتّى ظنّ النّاس أنَّ عقله قد ذهب ، فأتاه أبو بكر وقد اجتمع النّاس عليه يتعجّبون من قوله فقال : اربع على نفسك يا عمر (٣) من يمينك الّتى تحلف بها ، فقد أخبرنا الله عزَّ وجلَّ في كتابه فقال : يا محمّد « إنّك ميّت وإنّهم ميّتون (٤) » فقال عمر : وإنّ هذه الآية لفي كتاب الله يا أبا بكر؟ فقال : نعم أشهد بالله لقد ذاق محمّد
__________________
(١) محمّد بن يزداد الرازي قال أبو النضر العياشي : لا بأس به. ونصر بن سيار لم أجد من ذكره وليس هو بنصر بن سيار والى خراسان من قبل هشام بن عبد الملك ، ومحمّد بن عبد ربّه الانصاري اجاز التلعكبرى جميع حديثه وكان يروى عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميرى ونظرائهما كما في منهج المقال. وأما عبد الله بن خالد فلم أعرفه.
(٢) أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي ـ بكسر المهملة وسكون النون ـ المدني مولى بني هاشم مشهور بكنيته وليس بقوى في الحديث ، ومحمّد بن قيس شيخه ضعيف كما في التقريب. وأما محمّد بن كعب القرظي فثقة عالم ولد سنة أربعين على الصحيح ومات سنة ١٢٠ وقيل قبل ذلك. وأما عمارة بن غزية المدني فوثقه أحمد وأبو زرعة وقال يحيى بن معين : صالح وقال أبو حاتم : ما بحديثه بأس ، وكان صدوقاً. وأما سعيد بن أبي سعيد فاسمه كيسان المقبري أبو سعد المدنى ، والمقبري نسبة إلى مقبرة بالمدينة كان مجاوراً لها فهو ثقة صدوق كما في التهذيب. واما عبد الله بن أبي مليكة فهو عبد الله بن عبيد الله وأبو ملكية بالتصغير ثقة فقيه.
(٣) أي ارفق بنفسك وكف عن هذا القول واليمين.
(٤) الزمر : ٣٠.