يفرزها عما يجاورها ، ويهبها ممن يرى ، ليعمرها وينتفع بها ، إما أن يجعلها منازل يسكنها ويسكنها من يشاء ، وإما أن يجعلها مزدرعا ينتفع بما يحصل من غلّتها ، ولا خراج عليه فيها ، وربما جعل على مزدرعها خراج ، وهذه حال قطائع المنصور وولده بعده ببغداد في محالّها ، فمن ذلك قطيعة الربيع ، وقطيعة أمّ جعفر ، وقطيعة فلان ، وقد ذكرت في مواضعها من الكتاب. وأما القطيعة الأخرى ، فهي أن يقطع السلطان من يشاء من قوّاده وغيرهم ، القرى والنواحي ، ويقطع عليهم عنها شيئا معلوما يؤدّونه في كل عام ، قلّ أو كثر ، توفّر محصولها أو نزر ، لا مدخل للسلطان معه في أكثر من ذلك.