قانِتُونَ)(١) ، وما رجل في الدار ، (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ)(٢) ، وخمس صلوات كتبهن الله. والأصل في المبتدأ أن يكون متقدما عن الخبر ، وقد يتأخر نحو : في الدار زيد ، وأين زيد. لكن عبارة النظم قد توهم أن من شرط المبتدأ أن يكون مقدما والأصل أن يخبر عن المبتدأ الواحد بخبر واحد كما مر. وقد يخبر عنه باثنين فأكثر وإن اختلف الجنس نحو : (فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى)(٣) ، ونحو : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٦))(٤). وترفع كلها على الخبرية. ولهذا أتى الناظم بصيغة الجمع في قوله : فارفعه ، والأخبار عنه. ويجوز كسر الهمزة من الإخبار عنه ، ومتى أخبر عن المبتدأ وجب مطابقة الخبر له إفرادا أو تثنية أو جمعا ، تذكيرا أو تأنيثا نحو : أنا قائم ، وأنت قائمة ، وأنتما قائمان ، أو قائمتان ، ونحن قائمون ، وأنتن قائمات ، وهو قائم ، وهي قائمة ، وهما قائمان ، أو قائمتان ، وهم قائمون ، وهن قائمات.
(ولا يحول حكمه متى دخل |
|
(لكن على جملته وهل وبل) |
يعني أن المبتدأ لا يتغير حكمه من الرفع بدخول شيء من الأدوات التي لا تعمل على جملته ، أي جملة المبتدأ مع خبره وإن غير المعنى كلكن الخفيفة وبل وهل نحو : هل زيد قائم ، وبل عمرو قاعد ، ولكن خالد جالس ، بخلاف ما إذا كانت تلك الأدوات عاملة كإنّ وأخواتها فإنها تنسخ حكمه كما سيأتي.
(وقدم الأخبار إذا تستفهم |
|
كقولهم أين الكريم المنعم |
ومثله كيف لمريض (الدنف) |
|
وأيها الغادي متى المنصرف) |
الأصل في الخبر أن يتأخر عن المبتدأ لأنه وصف له في المعنى ، وحق
______________________________________________________
(قوله : الدنف) بكسر النون وفتحها يقال : أدنفه المرض وأدنف المريض إذا لازمه المرض فهو يتعدى ولا يتعدى. ا ه.
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ١١٦.
(٢) سورة البقرة ، الآية ٢٢١.
(٣) سورة طه ، الآية ٢٠.
(٤) سورة البروج ، الآيات ١٤ ـ ١٦.