(باب في حروف الجر)
وهي عشرون حرفا ، أشار الناظم إلى ما اشتهر منها بقوله :
(والجر في الاسم الصحيح المنصرف |
|
بأحرف هنّ إذا ما قيل صف |
من وإلى وفي وحتى وعلى |
|
وعن ومنذ ثم حاشا وخلا |
والباء والكاف إذا ما زيدا |
|
واللام فاحفظها تكن رشيدا |
ورب أيضا ثم مذ فيما حضر |
|
من الزمان دون ما منه غبر |
تقول : ما رأيته مذ يومنا |
|
ورب عبد كيس مرّ بنا) |
الجر عبارة البصريين ، والخفض عبارة الكوفيين. ومؤداهما واحد ولا مشاحة في الاصطلاح.
ومقصود الناظم أن الجر بالكسرة يظهر في الاسم الصحيح الآخر المنصرف إذا جر بأحد حروف الجر التي من جملتها ما في النظم بخلاف الاسم المعتل منه منقوصا كان أو مقصورا. فإن الجر فيه مقدر كما مر ، وبخلاف ما لا ينصرف فإن جره بالفتحة كما قدمنا.
فمن حروف الجر : من ، وتكون لابتداء الغاية مكانا أو زمانا أو غيرهما نحو : (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(١) ، (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ)(٢) ، (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ)(٣). أو لبيان الجنس نحو : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ)(٤) ، وللتبعيض نحو : أخذت من الدراهم. وللتوكيد بعد نفي أو شبهة نحو : ما جاءني من أحد ، (ولغير ذلك).
______________________________________________________
(قوله : ولغير ذلك) كالبدل نحو : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ)(٥) ، (هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (٣))(٦) ا ه.
__________________
(١) سورة الإسراء ، الآية ١.
(٢) سورة التوبة ، الآية ١٠٨.
(٣) سورة النمل ، الآية ٣٠.
(٤) سورة الحج ، الآية ٣٠.
(٥) سورة التوبة ، الآية ٣٨.
(٦) سورة الملك الآية ٣.