وقد تدخل رب
على ضمير غيبه كقوله :
ربه فتية
دعوت إلى ما
|
|
يورث المجد (دائبا)
فأجابوا
|
فإن قلت : هل
هو حينئذ معرفة أو نكرة كما هو قضية النظم. قلت : قد اختلف النحويون في الضمير
الراجع إلى نكرة على ثلاثة مذاهب ، ثالثها : إن كان مرجعه جائز التنكير فمعرفة ك :
جاءني رجل فأكرمته ، أو واجبة فنكرة نحو : رب رجل وأخيه ، وكالبيت المذكور. ثم إن
النكرات تتفاوت في نفسها كالمعارف فبعضها أنكر من بعض فأنكرها شيء ثم متحيز ثم جسم
ثم نام ثم حيوان ثم ماش ثم ذو رجلين ثم إنسان ثم رجل ، (ولذلك ضابط) ذكرته في شرحي
على القطر.
______________________________________________________
ومنا أقام ،
وفينا سلم ، وفينا هلك ، وفرجة بفتح الفاء.
(قوله : دائبا)
بالباء الموحدة أي دائما ، صفة لمصدر محذوف أي إيراثا دائما ا ه.
(قوله : ولذلك
ضابط) والضابط أن النكرة إذا دخل غيرها تحتها ولم تدخل تحت غيرها فهي أنكر النكرات
، فإن دخلت تحت غيرها ودخل غيرها تحتها فهي بالإضافة أي بالنسبة إلى ما يدخل تحتها
أعم وبالإضافة إلى ما تدخل تحته أخص.
وأقسامها في
الأعمية عشرة كل واحد منها أعم مما بعده وأخص مما فوقه ، وهي : مذكور ، ثم موجود ،
ثم محدث ، ثم جسم ، ثم نام ، ثم حيوان ، ثم إنسان ، ثم عاقل ، ثم رجل ، ثم عالم.
فمذكور : يشمل
الموجود والمعدوم فهو أعم من موجود.
وموجود : يشمل
القديم والحادث فهو أعم من محدث.
ومحدث : يشمل
الجسم والعرض ، فهو أعم من جسم.
وجسم : يشمل
النامي وغير النامي فهو أعم من نام.
ونام : يشمل
الحيوان وغيره فهو أعم من حيوان.
وحيوان : يشمل
الإنسان وغيره فهو أعم من إنسان.
وإنسان : يشمل
العاقل وغيره فهو أعم من عاقل.
وعاقل : يشمل
الرجل وغيره فهو أعم من الرجل.
ورجل : يشمل
العالم وغيره فهو أعم من عالم ا ه.