من (الباب) (١) المسدودإلى الركن اليماني. وأمّاكسوتها الخارجة المعظّمة (٢)
__________________
(١) وردت في (ك) (باب).
(٢) يُذكر أنّ أوّل من كسا الكعبة هو تُبّع أبو كرب أسعد الملك الحميري ، فقد كساهُ الوصائل (وهي ثياب من حبره من عصب اليمن) وتبعه خلفاؤه فقد كانوا يكسونها بالجلد والقباطي (وهو قماش مصري) وقد أخذ الناس يقدِّمون الهدايا إلى الكعبة من الكساوي ويلبسونها على بعضها فكان إذا بُليَّ ثوب الكعبة ألبسوها آخر ، واستمرّ الحال هكذا حتّى أخذت قريش زمام إدارة امور الكعبة وكسوتها. أمّا في عهد الرسول صلىاللهعليهوآله فقد كُسيت الكعبة (بالبرود) (وهو ضرب من ثياب اليمن) وكان ذلك في العاشر من المحرّم ، وقد كساها أبو بكر وعمر وعثمان (بالقباطي) وكساها عثمان الديباج أيضاً.
في عهد المأمون كسيت الكعبة بثلاث كسوات ، وفي عهد الناصر لدين الله كسيت الكعبة بالخضرة ثمّ كسيت بالسواد واستمرّ هكذا (ويبدو أنّ مسح الحجّاج أيديهم بأستار الكعبة (للتبرّك) أثّر في لونها الأبيض فسعى الخلفاء لتغيير لون كسوتها). ولمّا ضعف أمر العبّاسيّين أخذت اليمن ترسل الكسوة تارةً وتارةً ترسلها مصر إلى أن استقرّت صناعة كسوة الكعبة فيها. فقد اختصّت بضاعة الكسوة الخارجيّة مع صناعتها أقمشة الكسوة الداخليّة حتّى العام ١١١٨ ه / ١٧٠٦ م حيث أمر السلطان العثماني أحمد بن السلطان مراد الرابع بحياكة كسوة الكعبة الداخلية في اسطنبول.
وتجدر الإشارة إلى أنّ يوم كسوة الكعبة أصبح في يوم النحر في كلّ عام إلّاأنّ الكسوة تسدل من أعلاها ولا تسدل حتّى تصل إلى شاذروانها إلّابعد يوم النحر ، عندها يقوم سدنتها برفع ما بقي من كسوتها القديمة ويأخذون نصفها الأسفل في السابع عشر من ذي القعدة من كلّ عام ويأتي أمير الحج المصري في احتفالٍ مهيب ومعه كسوة الكعبة حتّى يدخل المسجد ثمّ تخرج كسوة الكعبة من جوفها وتُنشر في صحن المسجد ممّا يلي الشقّ اليماني وترفع الكسوة كلّ شقّ يرفعها أعوان الأمير والحجبة ويعملون على إسدالها من أعلى الكعبة إلى الشاذروان. ويُذكر أنّ السلطان سليمان القانوني قام بشراء عدّة قرى لصناعة الكسوة إضافة إلى (بسوس ، سندبيس ، أبو الغيط ، القليوبية) وهي (سلكة ، قريش المجر ، كوم رحان ، بجام ،