الفصل الأوّل
في سبب سقوط الكعبة ـ زيدت مهابتها ـ وكيفيّة بنائها
إعلم يا أخي وفّقك الله وإيّاي (في الدارين) (١) إنّ نهار الأربعاء التاسع عشر من شهر شعبان المعظّم سنة تسعة وثلاثين بعد الألف (٢) أمطرت السماء بمكّة المعظّمة ـ زادها الله شرفاً وتعظيماً ـ ودخل سيل عظيم في المسجد الحرام وامتلأ المسجد إلى أن دخل الماء في جوف الكعبة طول إنسان مربوع القامة (٣) وشبر وإصبعين مضمومتين وأنا الذي قست الماء بطولي حيث دخلت الكعبة بعد سقوطها (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ)(٤) وخرَّب بيوتاً كثيرة وأهلك من الناس كبيرهم وصغيرهم [بلغوا نحو](٥) أربعمائة واثنين وأربعين نسمة (٦) ـ والله أعلم ـ
__________________
(١) سقطت من (ك).
(٢) أي في سنة ١٦٢٩ م.
(٣) مربوع القامة : متوسّطالقامة لابالطويل ولابالقصير. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة ربع.
(٤) سورة هود ، آية ٧.
(٥) إضافة يقتضيها السياق.
(٦) هناك تضارب في الروايات حول عدد قتل السيل الذي ضرب الكعبة والمسجد الحرام سنة