مجالس في مدارس ودور أخرى منها دار للوزير سعيد ابن حديدة كان يجلس فيها. وكان يمدحه (٦٠). وقال سبطه عنه : «وسمعته يقول على المنبر في آخر عمره كتبت باصبعيّ هاتين الفي مجلدة ، وتاب على يدي مئة ألف ، واسلم على يدي الف يهودي ونصراني» (٦١).
مكانته
وهكذا فقد بلغ ابن الجوزي في هذه الحقبة من الشهرة والمكانة بحيث ذكر سبطه أنه لما غلب نور الدين ابن زنكي الصليبيين حول انطاكية وأسر بوهيمند الثالث وريموند الثالث كتب إلى ابن الجوزي يعلمه بهذا النصر ، ويخبره عن مقدار الاموال التي أخذها من بوهيمند ، والشروط التي فرضها عليه ليخلي سبيله. وقال ابن الجوزي عن نور الدين : «لقد كاتبني مرارا وذكر أسره لملوك الافرنج» (٦٢).
وفي سنة ٥٧٠ ه. أقام ابن الجوزي حفلة كبرى حين انهى تفسير القرآن الذي كان يمليه من المنبر في الجامع سنين عديدة. وكان بين الحاضرين
__________________
(٦٠) سبط ابن الجوزي ٨ : ٧١ ـ ٧٢. وليس غريبا ان يكون قد وضع في عهد الناصر كتابه المفاخر في ايام الناصر (١) كما وضع في عهد المستضيء نفسه المضيء بفضائل المستضيء. (٢) ومنه نسخة خطية في مكتبة المتحف العراقي تم تحقيقها في رسالة تقدمت بها الانسة ناجية عبد الله العربي الى قسم التاريخ بكلية الاداب بجامعة بغداد لنيل درجة الماجستير وتعكف وزارة الاعلام في المجمع العلمي العراقي على طبع الكتاب الذي يقع في مجلدين كل مجلد في ٥٥٠ صفحة بالقطع الكبير (عن نشرة معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية).
(٦١) سبط ابن الجوزي ٨ : ٣١١ وانظر ابن رجب (الذيل) ١ : ٤٠٩.
(٦٢) سبط ابن الجوزي ٨ : ١٩٧.