(أبي بكر) وكان مقيما في الموصل ، ويقال أن وفاته كانت بالسم (٤٩). وكان له من البنين في ذلك العام اثنان أكبرهما عبد العزيز أبو بكر.
وكان قد تعرض قبل هذه النكبة لشيء من خصومة المتعصبين على الحنابلة. فقد كان للمقتفي خادم اسمه مرجان ، زعم سبط ابن الجوزي ، نقلا عن جدّه ، أن هذا الخادم كان متعصبا ببغض الحنابلة ، وتعصب على على ابن الجوزي ، بحيث قال جدّه عنه : «عاداني دون الكل وناصبني ، فقيل له في ذلك فقال : «قصدي أن أقلع مذهب الحنابلة». وسعى بي إلى الخليفة فلم يلتفت إليه». ثم قال : فلما رأيته كذا ، لجأت إلى الله تعالى ودعوت عليه ، وسألته أن يكفيني شره ، فمات سنة ٥٦٠ ه. وسر الحنابلة بموته لأنه لما حج قلع الحطم الذي كان لهم بمكة ، وابطل امامتهم وبالغ في أذاهم (٥٠).
مجالسه وصلته بالحكام
كان من حظ ابن الجوزي أن تولى الوزارة في خلافة المستنجد رجل حنبلي عالم شاعر كان ابن الجوزي قد سمع منه وأخذ عنه هو الوزير يحيى ابن محمد ابن هبيرة. فكان للحنابلة ولابن الجوزي في هذا الوزير وفي ابنه بعده خير نصير ، بحيث قال ابن العماد الحنبلي عن هذه العلاقة : «وعظم شأنه في ولاية ابن هبيرة» (٥١). بل كان يعظ في بيت الوزير نفسه. وفي أثناء حياته كان ينوب عنه في الوزارة ابنه عز الدين وكان شاعرا ، واشتدت هذه الصلة بين آل هبيرة وآل الجوزي بحيث انتهت إلى قربى ، وذلك
__________________
(٤٩) سبط ابن الجوزي ٨ : ٣٢٥.
(٥٠) سبط ابن الجوزي ٨ ، ١٥٨.
(٥١) ابن العماد الحنبلي ٤ : ٣٣٠ وانظر ابن الجوزي (المنتظم) ١٠ : ١٩٢