عناية فائقة بأمره ، وعنيت بتعليمه عند بعض الشيوخ. فشرع في تعلّم القرآن قبل العاشرة. وهو يذكر بين شيوخه في حفظ القرآن المبارك ابن جعفر المتوفى سنة ٥١٨ ه. أي حين كان ابن الجوزي في الثامنة أو السابعة من العمر.
وحين بلغ العاشرة أخذ يدرس على أبي القاسم العلوي (ت ٥٣٦ ه). ويروى عنه أنه ألقى وهو في ذلك العمر عظة أمام جمع غفير في جامع بغداد كان استاذه هذا علمه إياها (٣٤). وأخذته عمّته في هذا العهد إلى مسجد خاله الشيخ أبي الفضل محمد ابن ناصر (ت ٥٥٠ ه). فاعتنى به ، واسمعه الحديث ، وظل يدرس عليه أكثر من ثلاثين سنة. وزعم أنه استفاد من خاله أكثر مما استفاد من أي شيخ آخر. وبطريقته أخذ علم الحديث (٣٥). وكان من أساتذته في هذه السنين جماعة من الشيوخ بلغوا كما ذكر هو نفسه أكثر من ثمانين شيخا ما عدا ثلاث سيدات عالمات هن فاطمة بنت الحسين الرازي (ت ٥٢١ ه). وفاطمة بنت عبد الله الخيري (ت ٥٣٤ ه). وفخر النساء الشهدة بنت أحمد الاثري (ت ٥٧٤ ه) وقد عمرّت الأخيرة حتى قاربت المئة ، وكانت تكتب الخط الحسن (٣٨). وكان من شيوخه جماعة من أشهر علماء عصرهم. منهم ابن الزاغوني (ت ٥٢٧ ه) (٣٩) وقد صحبه زمانا وسمع منه الحديث وعلق عنه من الفقه والوعظ. وأبو بكر
__________________
(٣٤) سبط ابن الجوزي ٨ : ٧٢ وفي ابن الجوزي (المنتظم) ١٠ : ٣٢ انه توفي سنة ٥٢٧ ه.
(٣٥) سبط ابن الجوزي ٨ : ١٣٨ والذهبي (تذكرة) ٤ : ٨٢ ، ٨٤ ، ١٣٣.
(٣٨) ابن الجوزي (المنتظم) ١٠ : ٢٨٨ وسبط ابن الجوزي ٨ : ٢٢٤.
(٣٩) ابن الجوزي (المنتظم) ١٠ : ٣٢ وابن رجب (الذيل) ١ : ١٨٠ ـ ١٨٤ وابن العماد الحنبلي ٤ : ٨٠.