الكتب. وكان شيخه أبو المعمر المبارك ابن أحمد الانصاري (٥) صاحب الأثر الاكبر في هذه الاخبار فقد روى عنه في أكثر من عشرين موضعا. يليه خاله الشيخ محمد ابن ناصر (٦) ثم الشيخ هبة الله ابن محمد ابن الحصين (٧). ويكتفي في بعض المواضع بالقول : وقال علماء السير أو أهل السير أو قال الزهري دون عنعنة أو إسناد وقد يقع البخاري أحيانا في سلسلة الإسناد إذا كان حديثا نبويا كما أنه يهمل الرواة مطلقا في بعض الاحيان كما فعل في اخباره عن فتح عمر لبيت المقدس وعن أخذ الفرنجة لمدينة القدس.
وكتب بعد ابن الجوزي عن فضائل القدس كثيرون منهم بهاء الدين ابن عساكر في كتابه «الجامع المستقصى في فضائل المسجد الأقصى» ، ومنهم أمين الدين ابن هبة الله الشافعي وله «كتاب الأنس في فضائل القدس». ومنهم برهان الدين الفزاري المعروف بابن الفركاح وله كتاب «باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس» ، ومنهم شهاب الدين أحمد ابن
__________________
(٥) كان من القرّاء والحفاظ وله معجم في مجلد ، ابن العماد الحنبلي ٤ : ١٥٤ والذهبي ٤٩٤ وقد توفي ٥٤٩ ه.
(٦) توفي سنة ٥٥٠ ه. وهو ابو الفضل محمد ابن ناصر ابن محمد ابن علي ابن ناصر السلامي الداري خال ابن الجوزي. كان شافعيا من اصل فارسي ثم تحول الى المذهب الحنبلي وكان في عصره من اشهر محدثي بغداد وقد درس ابن الجوزي الحديث عليه ثلاثين سنة ٥٢١ ـ ٥٥٠ ه وزعم انه لم يستفد من احد من شيوخه كما استفاد منه. سبط ابن الجوزي ٨ : ١٣٨ ، الذهبي (تذكرة) ٤ : ٨١ ، وقال عنه ابن العماد الحنبلي ٤ : ١٥٥ محدث العراق ... كان ثقة ثبتا حسن الطريقة متدينا فقيرا متعففا نظيفا نزها. وقال عنه ابن رجب (الذيل ١ : ٢٢٥ كان في اول الامر اميل الى الادب وكان ابن الجواليقي [من شيوخ ابن الجوزي ايضا] اميل الى الحديث وكان الناس يقولون يخرج ابن ناصر لغوي بغداد وابن الجواليقي محدثها فانعكس الامر فصار ابن ناصر محدث بغداد وابن الجواليقي لغويها.
(٧) احد محدثي بغداد ولد سنة ٤٣٢ وتوفي سنة ٥٢٥ وقال عنه ابن العماد الحنبلي كان دينا صحيح السماع (٤ : ٧٧) ونعته بمسند العراق وكان من تلامذته الوزير ابن هبيرة وابن عساكر. وكان عمر ابن الجوزي خمس عشرة سنة حين توفي ابن الحصين ويظهر انه نقل عنه بعض الحديث قبل وفاته .. راجع سبط ابن الجوزي ٨ : ٢١٣ وانظر الذهبي (تذكرة) ٨ : ٢١٣.