محمد المقدسي وله كتاب «مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام» وكذلك كتب الحسين ابن أحمد الحسيني كتاب «الروض المغرس في فضائل البيت المقدس» وكتب مجير الدين عبد الرحمان العليمي الحنبلي «كتاب الانس الجليل بتاريخ القدس والخليل» وكتب آخرون قبلهم وبعدهم كتبا أخرى وبعضهم ينقل عن البعض الآخر ولا يرى في ذلك بأسا إذ كانت جلّ غايتهم ابراز أهميّة هذا البلد المقدس. وكان من الذين أخذوا عن كتاب ابن الجوزي هذا الجغرافي الشهير ابن فضل الله العمري فقد نقل عنه فقرات بالحرف الواحد كما سيجيء معنا في هوامش النص. وكذلك فعل السيوطي.
ويكفي أن نقرأ في الأخبار التي تناقلوها ما ذكره مثلا ابن الفقيه ـ قبل ابن الجوزي لندرك تلك الأهمية قال : تزف الكعبة يوم القيامة إلى بيت المقدس ويقال لها مرحبا بالزائر والمزور ، وتزف مساجد الله عز وجل إلى بيت المقدس ... وينفخ في الصور يوم القيامة بها ، ويحشر الله عز وجل الخلائق اليها. وتزف الجنة عند بيت المقدس ... وباب السماء مفتوح على بيت المقدس» (٨). أو ما ذكر في كتاب العقد لابن عبد ربه قبل ابن الجوزي أيضا ... ينصب الصراط المستقيم ببيت المقدس ، ويؤتى بجهنم ـ نعوذ بالله منها ـ إلى بيت المقدس ، وتزف الجنة يوم القيامة زفا مثل العروس إلى بيت المقدس ، وتزف الكعبة بحاجها إلى بيت المقدس ، ويقال لها مرحبا مرحبا بالزائرة والمزورة ، ويزف الحجر إلى بيت المقدس (٩) ... أو ما ورد في الأحاديث التي رويت عن أبي هريرة عن النبي أنه قال : «الانهار كلها والسحاب والبحار والرياح من تحت صخرة بيت المقدس» (١٠).
__________________
(٨) ابن الفقيه ٩٤.
(٩) ابن عبد ربه ٦ : ٢٦٥.
(١٠) ابن الجوزي ص ٥٧ من مخطوطة فضائل القدس.