كاتدرائيّة مار سابا : يعود تاريخ بنائها إلى أوائل القرن الثاني عشر ، جاء في تاريخ الدويهي أنّه كان للخوري باسيل البشراني ثلاث بنات : تقلا وصالومي ومريم ، نذرن العفّة ، ففي ١١١٢ بنت مريم كنيسة القديس سابا في بشري. ويذكر أنّها بنيت على طراز الهياكل الكبيرة إلى ثلاثة أجزاء : قدس الأقداس ، وبيت القدس ، والدار ، وفقا لعدد الأقانيم الثلاثة. وقد اعتبر الباحثون أنّ كتدرائيّة مار سابا هذه كانت قبل ترميمها الحديث دستور الكنائس الأسقفية من حيث النظام الشرقي المتّبع لدى الموارنة في أجيالهم الأولى. ولمّا لم تعد هذه الكنيسة تتسع للمؤمنين في الأعياد والمناسبات والإحتفالات ، فكّر الخوري يوحنّا جعجع الأوّل والخوري أنطونيوس رحمة بتوسيعها ، فاستقدما معلّمين من حلب ١٨٦٩ بنوها بإتقان ونحتوا نوافذها بدّقة وأناقة ، وقد ضمّت خمسة مذابح عدا مذبح القديس سابا الكبير ، وهي ثلاثة في المحراب : مذبح العذراء مريم ومذبح القديس يوسف ومذبح القديس روكز ، وإلى الجنوب مذبح القديس مارون ومذبح القديس ضومط ، وتبلغ مساحة هذه الكنيسة حوالي ٣٠٠ م ٢ مقسّمة إلى قسمين للرجال والنساء ، وقد ظلّت قائمة حتى ١٩٥٠ حيث رمّمت من جديد على أيّام البطريرك أنطون عريضة بحسب تصميم للمهندس نعمة الخوري جعجع بحيث أصبحت مساحتها ٦٢٥ ، ١ م ٢. وقد أصدر البطريرك عريضة منشورا إلى أهالي بشرّي في بلدان الانتشار يدعوهم فيه إلى المساهمة في بناء هذه الكاتدرائيّة الكبرى ، وبعد وفاة البطريرك عريضة تأخّر إتمام الكاتدرائيّة بسبب التكاليف الباهظة ، خصوصا وأنّ الأوقاف التابعة للكنيسة قليلة جدّا ، فما كان من اللجنة الموكلة الإشراف على البناء إلّا أن بعثت بمنشور آخر إلى بلاد الإنتشار تطالب فيه أبناء الجالية البشراوية بالتبرع لإكمالها. وتشهد الكاتدرائيّة اليوم ورشة تأهيل دفع تكاليفها أبناء البلدة عبر تبرّعات ونذور ، ويشمل التأهيل تلبيس الجدران من الداخل بمادة عازلة