وهي دونها في
الذرع والمحال من ورائها وفيما بينها».
كيف يتجسم كل ذلك
في الواقع الملموس؟
لنفرض بداية أن كل
طريق قبلية كبرى منطلقة من طرف المساحة المركزية ، كان طولها ٤ / ٣ كم تقريبا ،
فالمسافة من الفرات إلى المسجد الحالي تعادل كيلومترا وربع الكيلومتر. وبما أن
منطقة الفيضانات القريبة من الفرات لم تكن مأهولة ـ وعلى هذا يكون موقع السبخة
بهذا المكان ـ فينبغي حذف قطيعتين إحداهما تقدر ب ٢٥٠ مترا وتكون للصحن ، والثانية
للسبخة ، وبذلك يكون العمق مساويا ل ٧٥٠ مترا ـ إذ إن الكوفة في بدايتها لا يمكن
إلا أن تكون مربعة الشكل وتماثلية ، كما كانت البصرة مدة طويلة ، وكما ستكون المدينة المستديرة التي بناها المنصور للمرة
الأولى . وعلى هذا ، كان يحيط بكل قبيلة طريقان طويلتان عرضهما ٤٠
، ٢١ مترا ، وطولهما ٤ / ٣ كم وكانت القبيلة تقيم على قطيعة يختلف عرضها بحسب عدد
المناهج (٥ شمالا و ٣ شرقا). فعلى وجه التدقيق ، لم يكن لخطة همدان مثلا أن تتجاوز
عرض ٩٣ مترا في حين أن خطة تميم كان يمكنها أن تبلغ ٢٠٨ من الأمتار . وبالنظر في هذا المثال الأخير فإننا نتصور سكة من الفئة
الثانية (١٦ مترا) تقسم القطيعة قسمين في وسطها ، وتوازي تقريبا المناهج على طول
الخطة ، أي
__________________