زيادة وتفصيل :
ما السبب فى أن للبناء علامات خاصة ، وللإعراب أخرى؟
قال شارح المفصّل (١) ما نصه :
«اعلم أن سيبويه وجماعة من البصريين قد فصلوا بين حركات الإعراب وسكونه ، وبين ألقاب حركات البناء وسكونه ، وإن كانت فى الصورة واللفظ شيئا واحدا ، فجعلوا الفتح المطلق لقبا للمبنى على الفتح ، والضم لقبا للمبنى على الضم ، وكذلك الكسر ، والوقف (٢).
«وجعلوا النصب لقبا للمفتوح بعامل ، وكذلك الرفع ، والجر ، والجزم ، ولا يقال لشىء من ذلك مضموم مطلقا ، ـ أو مفتوح ، أو مكسور ، أو ساكن ـ فلا بد من تقييد ، لئلا يدخل (المعرب) فى حيز المبنيات. أرادوا بالمخالفة بين ألقابها إبانة الفرق بينهما ؛ فإذا قالوا هذا الاسم مرفوع علم أنه بعامل يجوز زواله ، وحدوث عامل آخر يحدث خلاف عمله ، فكان فى ذلك فائدة وإيجاز ، لأن قولك : مرفوع ، يكفى عن أن يقال له : مضموم ضمة تزول ، أو ضمة بعامل. وربما خالف فى ذلك بعض النحاة وسمّى ضمة البناء رفعا ، وكذلك الفتح والكسر والوقف. والوجه هو هو الأول ، لما ذكرناه من القياس ، ووجه الحكمة.» اه
__________________
(١) ج ٣ ص ٨٤
(٢) هو : السكون ، كما سبق فى رقم ٣ من هامش ص ٩٣.