وأما «أنّ» (مفتوحة الهمزة ، مشددة النون) فيجوز فيها التخفيف بحذف النون الثانية المفتوحة ، وترك الأولى ساكنة ؛ نحو : أيقنت أن «(علىّ شجاع).
ويتحتم اعتبار «أن» مخفّفة من الثقيلة متى وجدت علامة مما يأتى :
١ ـ أن تقع بعد ما يدل على اليقين (١) والقطع ، مثل : أيقن ، تيقّن ، جزم ، علم ، اعترف التى بمعنى : علم ، أو : أقرّ ، اعتقادى ، لا شكّ ... وغيرها من الأفعال أو الألفاظ التى تفيد اليقين (٢) ؛ نحو. أيقنت أن عدل من الله كلّ جزائه. وقول الشاعر :
أأنت أخى ما لم تكن لى حاجة؟ |
|
فإن عرضت أيقنت أن لا أخاليا |
٢ ـ أن تدخل على فعل جامد ، أو ربّ ، أو حرف تنفيس ؛ نحو : اعتقادى أن ليس لشفقة الوالدين مثيل ؛ وقول الشاعر :
وإنى رأيت الشمس زادت محبة |
|
إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد |
ومثل :
أجدّك ما تدرين أن ربّ ليلة |
|
كأن دجاها من قرونك ينشر |
وقول الناصح لسامعيه :
فإن عصيتم مقال اليوم فاعترفوا |
|
أن سوف تلقون خزيا ظاهر العار |
٣ ـ أن يقع بعدها فعل دعاء ، نحو أطال الله عمرك ، وأن هيّأ لك المستقبل السعيد.
٤ ـ أن تكون داخلة على جملة اسمية مسبوقة بجزء أساسى من جملة ـ لا بجمله كاملة ـ بحيث يكون المصدر المؤول من : «أن» المخففة والجملة الاسمية التى
__________________
(١) انظر ص ٥٨٣.
(٢) أما التى تقع بعد ما يدل على الظن (مثل : ظن ، زعم ، خال ، ... والظن معناه : ترجيح أحد الأمرين) فإنها صالحة لأن تكون مخففة ، وأن تكون مصدرية ناصبة للمضارع بعدها. ويعينها لأحدهما وجود قرينة لفظية تقضى بالتعيين ، فوجود الفاصل ، أو رفع المضارع بعدها ـ قرينة لفظية على أنها المخففة. ونصب المضارع بعدها قرينة لفظية على أنها المصدية الناصبة له. فإن لم تكن مسبوقة بما يدل على اليقين أو الظن فهى المصدرية الناصبة للمضارع حتما ؛ كالتى تقع بعد ما يفيد الرغبة أو الإشفاق ، أو الطمع أو التوقع ؛ نحو : أود إن أشارك فى كل عمل نافع ـ أخشى أن يشتد البرد ـ أرجو أن أهنىء الزملاء بما يسرهم ـ يسرنى أن يزورنى العلماء. (انظر «ا وب» من ص ٣٦٩ و ٥٨٣ ، وستجىء لأنواع «أن» المختلفة بيان شامل فى باب النواصب (ج ٤ ص ٢٢٠ م ١٤٨).