المسألة ٥٥ :
تخفيف الحروف المشددة الناسخة (١) : (إنّ ، أنّ ، كأنّ ، لكنّ)
فأما «إنّ» (المكسورة الهمزة ، المشددة النون) فيجوز فيها التخفيف بحذف النون الثانية المفتوحة ، وإبقاء الأولى ساكنة. وعندئذ تصلح «إن» للدخول على الجمل الاسمية والفعلية ، بعد أن كانت مع التشديد مختصة بالنوع الأول.
(ا) فإن خففت ودخلت على جملة اسمية جاز إبقاء معناها وعملها وسائر أحكامها التى كانت لها قبل التخفيف (٢) ، وجاز إبقاء معناها دون عملها فتصير مهملة ملغاة. مثل : إن جريرا لشاعر أموىّ كبير ، أو : إن جرير لشاعر أموى كبير. ومثل : إن أبا حنيفة لإمام عظيم ، أو : إن أبو حنيفة لإمام عظيم. بنصب كلمتى. جريرا و «أبا» على الإعمال ، وبرفعهما على الإهمال ... وإهمالها أكثر فى كلام العرب ، ويحسن ـ اليوم ـ الاقتصار عليه.
وإذا أهملت ـ مع دخولها على جملة اسمية ـ وجب مراعاة ما يأتى :
(١) أن يكون اسمها قبل إهمالها ـ اسما ظاهرا لا ضميرا ؛ مثل : إنّ بغداد لبلد تاريخى مشهور.
(٢) أن تشتمل الجملة التى بعدها على لام الابتداء ؛ لتكون رمزا للتخفيف ، ودالة على أنها ليست النافية ، ولذا قد تسمى : اللام الفارقة (٣) ؛ لأنها تفرق بين المخففة والنافية ؛ مثل : إن تونس لرجالها عرب. ويجوز تركها والاستغناء عنها متى وجدت قرينة واضحة تقوم مقامها فى تبيين نوع «إن» ، وأنها المخففة.
__________________
(١) هذا هو البحث الذى أشرنا فى رقم ٣ من هامش ص ٥٧٠.
(٢) إلا العمل فى الضمير ؛ فإن العمل فيه مقصور على المشددة ؛ تقول : إنك عدو الطغيان بتشديد «إن». ولا يجوز التخفيف فى اللغة المستحسنة التى هى حسبنا اليوم.
(٣) هذه لام الابتداء فى الرأى الراجح ، وتجىء عند التخفيف. ولكن مكانها يختلف باختلاف التراكيب على الوجه التالى:
(ا) فعند دخول «إن» المخففة على جملة اسمية فإن اللام تدخل على الخبر عند الإهمال.
(ب) وعند دخول «إن» المخففة على جملة فعلية فإن الإهمال واجب ، ويكون الفعل بعدها ناسخا ـ