(٥) أن تقع فى موضع التعليل ، نحو قوله : (إنا كنا ندعوه من قبل ، إنه هو البر الرحيم) قرئ بفتح الهمزة ، على تقدير لام التعليل ؛ أى : لأنه هو البر الرحيم. وقرىء بكسر الهمزة على اعتبار : «إن» فى صدر جملة جديدة. ومثه قوله تعالى : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ. إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ.) فالفتح على تقدير لام التعليل ، أى : لأن صلاتك سكن لهم ، والكسر على اعتبار : «إنّ» فى صدر جملة جديدة ...
(٦) وقوعها بعد «أى» المفسرة ؛ نحو : سرنى ابتداعك المفيد ، أى : أنك تبتكر شيئا جديدا نافعا.
(٧) أن تقع بعد حيث الظرفية ، نحو : أزورك حيث إنك مقيم فى بلدك بفتح الهمزة وبكسرها ، فالفتح على اعتبار الظرف : «حيث» داخله على الفرد المضاف إليه وهو المصدر الأول. والكسر على اعتبارها داخلة على المضاف إليه الجملة ، وهذا هو الأفصح ؛ إذ الأغلب فى «حيث» أن تضاف للجملة.
__________________
ـ أن مع معموليها فاعل للفعل : «جرم». وهذا إعراب سيبويه وعليه اقتصر. أما الفراء فيقول : معنى : «لا جرم» «لا بد» فلا نافية للجنس و «جرم» اسمها ، مبنى على الفتح فى محل نصب ، والمصدر المنسبك من «أن» ومعموليها مجرور بحرف جر محذوف ، والخبر محذوف أيضا ـ وهو متعلق الجار ومجروره ـ والتقدير : لا جرم من أن الله ... إلخ. وهو يجيز كسر الهمزة ويقول فى سببه : إن بعض العرب يجريها مجرى اليمين ؛ بدليل وجود اللام فى قولهم : «لا جرم لآتينك» والأحسن فى هذه الحالة أن نعرب «لا» نافية للجنس و «جرم اسمها متضمنة القسم ، وجملة : «لآتينك» هى : جواب القسم ، وأغنت عن الخبر. (راجع حاشية الصبان فى هذا الموضع من جواز فتح الهمزة وكسرها) ، وستجىء الإشارة لهذا والإفاضة فى القسم وجوابه ـ فى موضعه المناسب من الجزء الثانى وهو : باب حروف الجر عند الكلام على حروف القسم.