المسألة ٤٤ :
زيادة : «كان» وبعض أخواتها.
«كان» ثلاثة أنواع : تامة ، وناقصة ، وقد عرفناهما ـ وزائدة ، وقعت فى كثير من الأساليب المأثورة بلفظ الماضى ، مع توسطها بين شيئين متلازمين (١) ؛ كالمبتدأ والخبر فى مثل : القطار ـ كان ـ قادم. أو الفعل والفاعل فى مثل : لم يتكلم ـ كان ـ غيرك ، أو الموصول وصلته فى مثل : أقبل الذى ـ كان ـ عرفته ، أو الصفة والموصوف فى مثل : قصدت لزيادة صديق ـ كان ـ مريض ، أو المعطوف والمعطوف عليه فى مثل : الصديق مخلص فى الشدة ـ كان ـ والرخاء ، أو حرف الجر ومجروره فى مثل : القلم على ـ كان ـ المكتب ، أو بين «ما» التعجبية وفعل التعجب (٢) فى مثل : ما ـ كان ـ أطيب كلامك ، وما ـ كان ـ أكرم فعلك ... وقول الشاعر :
ما كان أسعد من أجابك آخذا |
|
بهداك ، مجتنبا هوى وعنادا |
وقد وردت زيادتها بلفظ المضارع قليلا مع توسطه بين شيئين متلازمين فى مثل ؛ أنت ـ تكون ـ رجل نابه الشأن ... غير أن هذه القلة لم تدخل فى اعتبار النحاة ؛ فقد اشترطوا للحكم بزيادة : «كان» شرطين ؛ أن تكون بصيغة الماضى ، وأن تكون متوسطة بين شيئين متلازمين ، على الوجه السالف.
لكن إذا وقعت : «كان» زائدة ، فما معنى زيادتها؟ وكيف نعربها؟ وأ قياسيه تلك الزيادة ، أم الأمر مقصور فيها على السماع؟
أما معنى زيادتها فأمران ؛ أولهما ؛ أنها غير عاملة ، فلا تحتاج إلى معمول من فاعل ، أو مفعول أو اسم وخبر ، أو غيرهما ؛ إذ ليس لها عمل (٣) ؛ وليست
__________________
(١) أى : لا يوجد أحدهما بدون الآخر ـ ولو تقديرا ـ إذ لا يمكن أن يستقل بنفسه واحد منهما وتوسطها بينهما يقتضى أنها لا تقع فى أول الجملة أو آخرها ؛ فلا بد أن تكون حشوا بين متلازمين.
(٢) سيجىء فى : «باب التعجب» إشارة لزيادتها ـ ج ٣ ص ١١٨ م ١٠٨.
(٣) يرى بعض النحاة أنها ليست بزائدة ، وإنما هى ملغاة فقط. ـ انظر هامش ص ٦٢ ولا أثر لهذا الخلاف اللفظى فى التسمية ، إذ لا يترتب عليه شىء فى المعنى والصياغة.