زيادة وتفصيل :
(ا) أشرنا فيما سبق (١) إلى أنه يجوز فى خبر «ليس» ما جاز فى خبر «كان» الماضية والمضارعة المسبوقة بالنفى ، من اقترانه بالواو حين يكون جملة موجبة (٢) ، بسبب اقترانها بكلمة : «إلا» ؛ كقول الشاعر :
ليس شىء إلّا وفيه إذا ما |
|
قابلته عين البصير اعتبار |
وتسمى هذه الواو : خ خ الواو الداخلة على خبر الناسخ كما ـ عرفنا.
ونقول هنا ما قلناه فى «كان» : من أن الأحسن العدول عن زيادتها ، برغم أن وجودها جائز ؛ حرصا على دقة التعبير ، وبعدا عن اللبس الذى قد ينشأ بين هذه الواو والأخرى التى للحال أو لغيره ... فلكل واحدة موضع تستعمل فيه ومعنى تؤديه ، وتركها يريحنا مما قال بعض النحاة الأقدمين من تأويل للنصوص المشتملة عليها ، وتكلف لا داعى له.
(ب) لا تقع «إن» الزائدة بعد «ليس» (٣) ـ كما أشرنا فى الصفحة السالفة ـ فلا يصح أن يقال : ليس إن الكذوب محترما ، مع أنه يجوز زيادتها بعد «ما» النافية المهملة التى معناها معنى «ليس» ، مثل : ما إن الضعف محمود. أما وقوعها بعد «ما» الحجازية فيبطل عملها (٤).
(ح) قد يقع بعد خبر «ليس» و «ما» معطوف مشتق ، له أحكام مختلفة تجىء فى «ب» من ص ٥٥٤.
__________________
(١) فى ص ٥٠٠. ويجىء فى رقم ١ من هامش ص ٦٢٦.
(٢) لأن «ليس» تفيد النفى ، والاستثناء ينقض النفى.
(٣) صرح بهذا الصبان وصاحب «الهمع» فى أول باب : «ما» الحجازية.
(٤) كما سيجىء فى ص ٥٣٧.