أمسى : تفيد مع معموليها اتصاف اسمها بمعنى خبرها ، مساء فى زمن يناسب صيغتها ؛ مثل : أمسى المجاهد قريرا. وتكون كثيرا بمعنى : «صا» فتعمل بشروطها ؛ مثل : اقتحم العلم الفضاء المجهول : فأمسى معلوما ؛ أى : صار معلوما ؛ لأن المراد ليس التقيد بوقت المساء ، وإنما المراد التحول والانتقال. وتستعمل تامة فى مثل : أمسى الحارس. أى : دخل فى وقت المساء (١).
شروط عملها هى الشروط العامة : كظل :
بات : تفيد مع معموليها اتصاف اسمها بمعنى خبرها طول الليل ؛ فى زمن يناسب صيغتها ؛ مثل : «بات القادم نائما ، وقول الشاعر.
أبيت نجيّا للهموم كأنّما |
|
خلال فراشى جمرة تتوهّج |
وتكون تامة ، فى مثل : بات الطائر ؛ بمعنى : نزل ليقضى الليل فى بعض الأمكنة.
صار : تفيد مع معموليها تحوّل اسمها ، وتغيّره من حالة إلى حالة أخرى ينطبق عليها معنى الخبر ؛ مثل : صارت الشجرة بابا. أى : تحولت الشجرة (وهى اسم : صار) من حالتها الأولى إلى حالة جديدة ، سميت فيها باسم جديد ، هو :«باب» (وهو ؛ الخبر) ، ومثل : صار الماء بخارا ؛ فقد تحول الماء (وهو : اسم : صار) ، من حالته الأولى إلى حالة جديدة يسمى فيها : «بخارا» وهو الخبر. وتستعمل تامة فى مثل : صار الأمر إليك ؛ بمعنى ؛ انتقل إليك. وفى مثل : إلى الله تصير الأمور ، أى : ترجع ...
شروط عملها : يشترط فيها وفى الأفعال التى بمعناها :
(١) الشروط العامة.
(٢) ألا يكون خبرها جملة فعلية فعلها ماض ، فلا يصح صار الجالس وقف ، ولا صار المتكلم سكت (٢).
__________________
(١) قلنا فى رقم ٥ من هامش الصفحة السالفة عند الكلام على «أصبح» : إنها هى «وأمسى» قد تزادان كما فى العبارة القديمة ، «الدنيا ما أصبح أبردها ، وما أمسى أدفأها» ، وقلنا : إن هذا لا يقاس عليه ... كما سيجىء فى ص ٥٢٦
(٢) لأن خبر «صار» لا بد أن يكون معناه متصلا وممتدا إلى وقت الكلام ؛ فإذا قلنا : صار الماء بخارا ، وصار السباح يقفز. فلا بد أن يكون البخار والقفز موجودين عند النطق بهذا الكلام. فلو كان الخبر جملة ماضوية لدل على انقطاع المعنى قبل النطق بهذا الكلام ؛ فيفسد المراد. (انظر ما يتصل بهذا فى رقم ٣ من هامش ص ٤٩٧).