الفكر ، وأعتصر أطيب ما فيهما حتى انتهيت إلى خطة جديدة ؛ تجمع مزاياهما ، وتسلم من شوائبهما ، وقمت على تحقيقها فى هذا الكتاب متأنيا صبورا. ولا أدرى مبلغ توفيقى. ولكن الذى أدريه أنى لم أدخر جهدا ، ولا إخلاصا.
إن تلك الشوائب كثيرة ، ومن حق النحو علينا ـ ونحن بصدد إخراج كتاب جديد فيه ـ أن نعرضها هنا ، ونسجل سماتها ، ونفصل ما اتخذناه لتدارك أمرها. وهذا كله ـ وأكثر منه ـ قد عرضنا له فى رسالة سابقة نشرناها منذ سنوات بعنوان : «رأى فى بعض الأصول اللغوية والنحوية» ، ثم أتممناها بمقالات عشر ؛ نشرت تباعا فى مجلة رسالة الإسلام ، خلال سنتى ١٩٥٧ و ١٩٥٨ م وجاوزت صفحاتها المائة. وقد جعلت من هذه وتلك ، ولمحات غيرهما ، مقدمة لهذا الكتاب ستنشر مستقلة ؛ بسبب طولها ، وكثرة ما اشتملت عليه ـ فى رسالة عنوانها : «مقدمة كتاب النحو الوافى» وهى اليوم فى طريقها للنشر (١)
على أن هذا لا يعفينى من الإشارة العابرة إلى الدستور الذى قام عليه الكتاب ، والغرض الذى رميت من تأليفه ، مستعينا بخبرة طويلة ناجعة ، وتجربة صادقة فى تعلم النحو ؛ طالبا مستوعبا ، ثم تعليمه فى مختلف المعاهد الحكومية مدرسا ، فأستاذا ورئيسا لقسم النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم ، بجامعة القاهرة ، سنوات طوالا.
٣
وأظهر مواد ذلك الدستور ما يأتى :
١ ـ تجميع مادة النحو كله فى كتاب واحد ذى أجزاء أربعة كبار ، تحوى صفحاتها وما تضمنته من مسائل كل ما تفرق فى أمهات الكتب ، وتغنى عنها. على أن يقسم كل جزء قسمين ، تقسيما فنيّا بارعا. أحدهما موجز دقيق يناسب طلاب الدراسات النحوية ، بالجامعات ـ دون غيرهم ـ غاية المناسبة ، ويوفيهم ما يحتاجون إليه غاية التوفية الحكيمة التى تساير مناهجهم الرسمية ، ومكانه أول المسائل ، وصدرها. ويليه الآخر (٢) ـ بعد نهاية كل مسألة ـ بعنوان مستقل هو :
__________________
(١) ما كدت أعلن هذا فى الطبعة الأولى حتى أخرجت دور الطباعة والنشر كتابان يضربان فى منحى واحد ؛ هو : أصول النحو وأشهر مذاهبه ومدارسه ... فاقتضانى ظهورهما أن أتريث إلى حين.
(٢) فى صفحة جديدة ، تبدأ بسطر أو سطرين من النقط الأفقية المتقاربة ؛ لتكون رمزا يميز صحف الزيادة من غيرها.