المسألة ٤٢ :
نواسخ الابتداء : كان وأخواتها (١) ...
معنى الناسخ : الجملة الاسمية فى مثل «الرياحين متعة» ـ تتكون من اسمين مرفوعين ، يسمى أولهما : المبتدأ ، وله الصدارة فى جملته ـ غالبا ـ. ويسمى الثانى : خبرا كما هو معروف. ولكن قد يدخل عليهما ألفاظ معينة تغير اسمهما ، وحركة إعرابهما ، ومكان المبتدأ من الصدارة فى جملته ، ومن هذه الألفاظ : كان ، إنّ ... ظنّ ... مثل : كان العامل أمينا ، وقول الشاعر :
وإذا كانت النفوس كبارا |
|
تعبت فى مرادها الأجسام |
فيصير المبتدأ اسم «كان» مرفوعا وليس له الصدارة ، ويصير خبره خبر كان منصوبا (٢). ومثل ؛ إنّ العامل أمين ؛ فيصير المبتدأ اسم «إن» منصوبا ، وليس له الصدارة ، ويصير خبره خبر «إن» مرفوعا. ونقول : ظننت العامل أمينا فيصير المبتدأ والخبر مفعولين منصوبين للفعل : «ظننت» وليس للمبتدأ الصدارة. وتسمى الكلمات التى تدخل على المبتدأ والخبر فتغير اسمهما وحركة إعرابهما ومكان المبتدأ : «النواسخ» ، أو : نواسخ الابتداء ؛ لأنها تحدث نسخا ، أى : تغييرا
__________________
(١) المراد بأخواتها : نظائرها من الكلمات التى تشابهها فى العمل ، وتخالفها فى اللفظ ؛ سواء أكانت مع أختها من جنس واحد ، فهما فعلان ؛ مثل : كان ـ أضحى ـ ظل ... أم كانتا من جنسين مختلفين. فإحداهما فعل ، مثل : «كان» و «ليس» والأخرى حرف ؛ مثل : «ما» الحجازية التى تعمل عملها.
(٢) التسمية بالاسم وبالخبر هى مجرد اصطلاح نحوى ؛ لا مناسبة له فى الجملة ؛ فمثل : «كان على غائبا» ، نعرب كلمة : «على» اسم «كان» ، مع أنه فى الحقيقة اسم للذات المعينة ؛ وليس اسما «لكان». ولا علما عليها ؛ لأننا لا نسميها باسم جديد خاص. كما نعرب «غائبا» خبر «كان» مع أنه فى الحقيقة والواقع خبر عن :. «على» ، وليس خبرا عن : «كان» لأنها ليست مبتدأ فنجىء لها بخبر. غير أن الاصطلاح النحوى جرى بما سبق. وقد يكون المراد. الاسم المصاحب لكان ، الملابس لها ، والمراد بالخبر : أنه خبر بحسب الأصل.
و «كان» الناسخة وأخواتها من الأفعال التى تعمل عملها لا ترفع فاعلا ، ولا تنصب مفعولا به ، ولا تحتاج لأحدهما ما دامت ناسخة. غير أن هذه الأفعال الناسخة تؤنث لتأنيث اسمها ، بالشروط والطرق التى يؤنث بها الفعل التام لتأنيث فاعله. وقد ذكرناها فى موضعها الخاص من ج ٢ ص ٦٥ م ٦٦.